أكثرُ العلماء على استحباب الدُّعاء في الرُّكوع
قال الحافظ ابن رجب في كتابه «فتح الباري» (7 /183-184):
وأمَّا الدُّعاء في الرُّكوع، فقد دلَّ حديث عائشة الذي خرَّجه البخاري هَاهُنا على استحبابه، وعلى ذلك بوَّب البخاري هَاهُنا، وهو قول أكثر العلماء، ورُوي عن ابن مسعود.
وقال مالكٌ: يُكره الدُّعاء في الرُّكوع دُون السُّجود، واستدلَّ بحديث عليٍّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
«فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ-عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» خرَّجه مسلمٌ.
ورُوي عن أحمد رواية، أنَّه قال: لا يعجبني الدُّعاء في الرُّكوع والسُّجود في الفريضة.
قال بعضُ أصحابنا: وهي محمولةٌ على الإمام إذا طوَّل بدُعائه على المأمومين، أو نقص بدعائه التَّسبيح عن أدنى الكمال، فأمَّا في غير هاتين الحالتين فلا كراهة فيه.اهـ
تنبيهان:
1- حديث عائشة – رضي الله عنها – نصُّه: (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ )) متفقٌ عليه.
2- قول الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -:
«واستدلَّ بحديث عليٍّ».اهـ
لعله سبق قلم منه، أو من الناسخ أو المحقق.
وصوابُه:
ابن عباس – رضي الله عنهما -، كما في “صحيح مسلم”(479)
وأخرج نحوه أحمد في “مسنده”(1330 و1337) بسند فيه ضعف.