السؤال:
إذا رأيت المؤذن وهو يؤذن ولكني لا أسمع صوته لبعده، فهل أردِّد الأذان؟
الجواب:
أخرج الإمام مسلم في “صحيحه” عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ )).
وظاهر هذا الحديث:
أن الترديد معلَّق بالسماع، فمن سمعه ردَّد خلفه، ومَن علم أنه يؤذن أو رآه يؤذن ولكن لم يسمعه فلا يردِّد.
وأما مَن أدرك المؤذن في بعض الجمل.
فمن أهل العلم مَن قال:
إنه يبدأ ويردِّد مِن أوَّل الأذان إلى أن يصل إلى موضع وصول المؤذن، ثم يتابعه.
ومنهم مَن قال:
يقتصر على ترديده فيما سمع، لأن الحديث علق الترديد بالسماع.
وأما إذا كان يسمع الأذان ولكن شغله عن الترديد شيء.
فقد كان شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – إذا انشغل عن الأذان بإجابة سائل ونحوه قضاه فردَّد ثم قال أذكار ما بعد الأذان.