السؤال:
أنا شاب سلفي وأريد أن أتعلم القرآن وتجويده وأحفظه ولكن عندنا في قريتنا محفِّظ قرآن يتكلم في بعض العلماء السلفيين، فهل أذهب عنده لحفظ القرآن وتعلم تجويده؟
الجواب:
الطاعن في أهل العلم والفضل والسُّنة مِن السابقين واللاحقين يضر نفسه كثيرًا، وورَّطها بولوجه في باب خطير يوقعه في إثم عظيم وكبير.
لأن الطعن فيهم ليس كالطعن في آحاد الناس، بل هو أشد، لأنهم حملة العلم، ومبلِّغوه للناس، وهم محسنون إلى الناس ببذله لهم، وتعليمهم إياه، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، فكيف إذا كان الإحسان يتعلق بأمر الدين والآخرة.
وهو أيضًا يعود على الشريعة وأحكامها بالإضعاف، ويُجرِّأ الناس عليها، ويصرفهم عنها إلى غيرها، وإلى غيرهم مِن أهل البدعة والضلال.
وأهل العلم وإن خالفوك في الحكم على شخص أو قول أو فعل أو طائفة أو خطئوك فالشريعة عاملتهم بهذه الطريقة التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
(( إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ )).
أخرجه البخاري ومسلم مِن حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما -.
ولم تعاملهم كما يعاملهم بعض الناس، حيث يعاملونهم بالطعن والتشويه والذم.
وبالنسبة لمعلم القرآن هذا، فإن وجِد غيره ممن عُرفت حاله، وأنه مستقيم على السُّنة ولو كان مِن عوام الناس فاذهب إليه.
وإن لم يوجد إلا هو فلا بأس أن تتعلم القرآن عنده، فتأتي إليه وقت الدرس فقط، فإذا انتهيت تتركه، يعني: تجالسه بقدر الحاجة، حاجة التعلم.
وتعامل معه بالرفق واللين، وحسن الأدب، فإن هذا السبيل هو الأليق بك وبسلفيتك، وأسرع في قبول الناس منك دعوتك، ومحبتهم لك.
مع بذل النصح له إن أخطأ في حق أحد مِن العلماء، بالرفق واللين وحسن الخطاب، وجميل الكلمة.
مع التذكير له بالله والدار الآخرة، وبيان منزلة أهل العلم وفضلهم عند الله، وعلى الخلق.
حيث قال سبحانه:
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }.
وقال سبحانه مبيِّنًا لنا بعض آثار هذه الخِصال وأهلَها:
{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }.
وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَما لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )).
أخرجه البخاري ومسلم مِن حديث عائشة – رضي الله عنها -.