السؤال:
توجد في قريتنا مقبرة مسوَّرة بجوارها طريق، فهل يجوز أن نكتب لوحة على سورها حتى يعرف مَن مرَّ أنها مقبرة فيدعو لمن فيها؟
الجواب:
كتابة لوحة تُرشد إلى أن هذه مقبرة لا حاجة له، لأن أهل القرية يعرفون أنها مقبرة.
فإذا مات لهم ميت أو أرادوا زيارة ذهبوا إليها صغارًا وكبارًا بسهولة لمعرفتهم لها ولطريقها.
وأما المارة فإنما مرّوا بجوارها لأجل الطريق، فلا داعي لإخبارهم.
وهي أيضًا لها سور وهذا يحميها مِن مرورهم على قبورها دون أن يشعرون.
ولا أعرف عن السلف الصالح أنهم كانوا يضعون لوحات إرشادية على المقابر لأجل مثل ذلك، وغيره.
وأخشى أن تفتح هذه الكتابة باب شرِّ على أهل هذه القرية، فيأتي مَن يستحسن وضع لوحة تشير للمقبرة واسمها فيكتب ويضع، ثم يأتي مَن يتوسع أكثر فيستحسن وضع لوحة فيها دعاء دخول المقبرة فيكتب ويضع، ثم يأتي مَن يتوسع أكثر فيستحسن وضع لوحة فيها أحكام زيارة القبور فيكتب ويضع، ثم يتوسعون فيكتبون على القبور أسماء موتاهم وغيرها.
وقد أخرج أبو داود والنسائي بسند صحيح من حديث جابر – رضي الله عنه – أنه قال:
(( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ، أَوْ يُزَادَ عَلَيْهِ، أَوْ يُجَصَّصَ أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ )).
وإلى كراهة الكتابة على القبور ذهبت المذاهب الأربعة وغيرها، لهذا الحديث.