السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول: اتركوا عنكم كتب الردود على الأخطاء التي يقع فيها مَن ينتسب للعلم والدعوة، فإنها تقسِّي القلب، وتشغل عن الإقبال على العبادات والعلم.
الجواب:
أقول لقائل هذا الكلام – أصلحه الله وسدَّده -:
لعلك تُراجع قلبك الذي يقسو بردود أهل العلم على أخطاء ومخالفات مَن أخطأ في حق الدين والشريعة، ونَسب إلى الشرع ما ليس منه، وما لم يُقرِّره، وما يخالفه، وتسعى في إصلاحه.
لأن المشكلة لا تكمن في هذه الردود التي يراد بها حماية الشريعة وصيانتها مِن خطأ مَن أخطأ عليها، وسلوك الخلق على الحق والصواب الذي أراده الله منهم، وكتبه عليهم.
وإنما المشكلة الحقيقية هي في قلبك، وإلا فكتب الردود كتب علم، والعلم يزيد في الإيمان، ويثبِّت على الحق، ويشرح الصدر، ويقوي الحجة، ويجعلك تعبد الله على بصيرة، بل العلم وقراءته مِن أجلِّ العبادات وأكثرها أجرًا.
ولو تأملنا كتب ردود أهل العلم والسُّنة لو جدنا فيها علمًا جمًا، وتحقيقًا وتدقيقًا لمسائل عديدة لا نجدها في غير هذه الكتب، وكشفًا لِشبهٍ متنوعة ومتزايدة، لا نهتدي إليها بتفصيل وقوة في غيرها مِن الكتب.
وأقول لسامع هذا الكلام:
لا تُلق بالك لمثل هذا الكلام، ولا تكترث به، فما هو إلا مجرد رأي قاله إنسان، ولعله ضعيف علم ونظر، أو مضلَّل مِن قبل غيره، أو صاحب بدعة له مقاصد ومآرب.
فهو رأي لم يأت في آية مِن كتاب الله، ولا في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أثر عن صحابي أو تابعي أو أحد مِن السلف الصالح، ولا عن عالم سُنِّي راسخ معروف.