للخطيب بالإجماع قطع خطبته إذا رأى أمرًا يخالف الشريعة – واجبًا كان أو مندوبًا – فيأمر وينهى
قال علاء الدين ابن العطار الشافعي – رحمه الله – في كتابه «أدب الخطيب»(ص:١٢٠):
وينبغي للخطيب إذا رأى في أثناء خطبته أمرًا يخالف الشريعة-واجبًا كان أو مندوبًا-أن يقطع الخطبة ويأمر وينهى؛ لأنَّ وضع الخطبة الأمرُ والنَّهي لِـمَا يُحتاج إليه في غير هذه الحال، فالمحتاج إليه الحاضر أولَى، وهذا مشروعٌ مجمعٌ عليه في حقِّ الخطيب لا خلاف فيه بين العلماء.اهـ
ومن دلائل ذلك:
1- ما أخرجه البخاري (930) واللفط له، ومسلم (875) عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهم – قال: (( جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: «أَصَلَّيْتَ يَا فُلاَنُ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ» )).
2- ما أخرجه أحمد (17698و17674) واللفظ له، وأبو داود (1118) والنسائي (1399) وابن ماجه (1115) وابن خزيمة (1453و 1811 ) والحاكم (1061) وابن حبان (2790) عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه -: (( أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: (( اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ )).
وصححه:
ابن خزيمة والحاكم وابن حبان وابن السكن والنووي والذهبي وابن الملقن والألباني وغيرهم، وجود إسناده العيني.