الأئمة المضلون، واختلاف العلماء، والتعصب للفقهاء، وتتبع الرخص
الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي أكرمنا بدِينٍ بيِّنٍ واضح، وجعلَنا في خير أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ العليمُ الحكيم، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، التارِّكُ أمَّتَهُ على صراطٍ مستقيم ليلُه كنهاره في الوضوح والظهور، فصلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الهُداة المهتدين، ومَن سار على طريقه إلى يوم يُحشرون.
أمَّا بعد، فيا أهل الإسلام والسُّنة:
لقد خاف عليكم نبيكم صلى الله عليه وسلم صِنفًا خطيرًا مِن الناس، خاف عليكم أنْ تأخذوا العلمَ الشرعيَّ عنهم، وأنْ تسمعوا لهم، وأنْ تستفتوهم، وأنْ تحضروا لهم، وأنْ تجلسوا إليهم، وأنْ تقتدوا بهم، فصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( إِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )).
والأئمة المُضِلون، هُم: الدُّعاةُ إلى البدع والضلالات والفِسق والفُجور عن طريق تحريفِ نصوص شريعة الله، والكذبِ على العلم والعلماء، والقولِ في دين الله بالهوى لا الأدلة، والتلبيسِ والتدليس في أحكام شريعة الله.
ولقد لَبِسُوا لإضلالنا لباسَ العلمِ والعلماء، والفقهِ والفقهاء، والفتوى والإفتاء، والوعظِ والوعاظ، والخُطبِ والخطباء، والدعوةِ والدعاة، فيا ويلَ متابعَهم، ويا خسارةَ الآخِذَ عنهم، ويا لِهلَكةِ المُقتدي بِهم، إذ صحَّ أنَّ حذيفة ــ رضي الله عنه ــ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، فقال: (( قُلْت: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِليْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ))، وجعلَهم صلى الله عليه وسلم دعاةً على أبواب جهنم، لأنَّ البدعَ والضلالات والفسقَ والفجورَ لا تقود إلا إلى النار والعذاب فيها.
فأهلُ الحقِ والسُّنة والحديث يدعون الناس إلى التوحيد والسُّنة، والقيامِ بالطاعات، وترْكِ الخطيئات، ولزومِ طاعة الولاة والجماعة، ويُحذِرونَهم مِن الشركيات والبدع والمنكرات، ويُقيمون دلائلَ ذلك مِن القرآن، والأحاديث النَّبوية الصحيحة، وأقوال الصحابة، وإجماعات العلماء.
وهُم يدعون الناس إلى البدع والشركيات والمنكرات، فيُسوِّغون البدع، ويُجوِّزون الشركيات، ويُجرِّؤون على اقتراف المعاصي، ومباشرة المنكرات، ويَشُقُّون عصا الطاعة والجماعة، بما حرَّفوه مِن نصوص القرآن والسُّنة النبوية، وافتروه على الشريعة والعلماء والفقهاء، ولبَّسُوه مِن العقائد والأحكام على الناس ودلَّسوه، حتى إنَّه بسببهم افترقت أمَّة النبي صلى الله عليه وسلم في دينها إلى فِرَقٍ كثيرة جدًّا، وكانت في النار، فصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال في شأنهم: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ» )).
ولقد عانتِ البلدانُ والعِبادُ مِن ضلالاتهم، وتسويغِهم للضَّلال والضلالات، حتى كثُر بسببهم مَن يُّشرك مع الله في عبادته، ويدعو غيره، فذاك يدعو رسول الله، فيقول: فرج عنَّا يا رسول الله، وذاك يدعو البدوي، فيقول: مَدد يا بدَوي، وذاك يدعو الجَيلاني، فيقول: أغثنا يا جَيلاني، وذاك يدعو العَيدروس، فيقول: ادفع عنَّا يا عيدروس، وذاك وتلك وهؤلاء يدعون غيرهم، وزادت بسببهم القبورُ في المساجد، وكثُر البِناءُ على القبور، والناسُ حول هذه القبورِ يُمارِسون الشركياتِ والبدع، ما بين داعٍ أصحابَها، وطائفٍ حولَها، وساجدٍ على عتباتِها، وناذرٍ وذابحٍ لأهلها، وحالفٍ بمَن فيها، ومُتمسِّحٍ بجُدرانِها وأعمدتِها وقُببِها راجٍ نفعَها وبركتَها، وفي ذُلٍّ وانكسارٍ وخضوعٍ وخوفٍ لا تراه مِنهم في صلاة ولا حجٍّ أو عمرة، وانتشرت بسببهم البدعُ في المناسبات والمساجد والمعاهد الدينية والأربطةِ والزوايا والخلوات والبيوت والحجِّ والعُمرة والأعياد والموالد والمقابر والجنائز والمآتم والاحتفالات والزواجات، وتوسَّعَ بسببهم الإقبالُ على المحرمات، وارتيادُ أماكنها، والاستجابةُ لدعاتها، ومشاهدةُ قنواتها، وحصلتْ بسببهم الثورات، فذهبَ أمْنُ الناس، وتشرَّدوا في الأرض، وانكسرَ الاقتصاد، وتوسَّعَ الفقر، وامتلأتِ المستشفياتُ بالقتلى والجرحى والمرضى، وانقسمت البلدُ الواحدُ إلى دويلات، وحلَّت بسببهم الحزبياتُ والعداواتُ، فتحزَّبَ الناس إلى أحزابٍ وجماعات، وانتشر التكفير، وحصل الإرهاب والتفجير، وعادى الناس أوطانَهم وولاتَهم وقبائلَهم ومجتمعاتهم، وبسبب أقوالهم وأفعالهم وتناقضاتهم تجرأ العلمانيونَ واللبراليون واللادينيون على تنقُّص دين الله، والتشكيك في أصوله وفروعه، وتشويه صورة الإسلام، وتبغيضه إلى الخلق.
فيا ويلَهم ثمَّ يا ويلَهم من خطاياهم وخطايا مِن يُضِلُّون، فقد قال ربُّهم مُرهِّبًا لهُم: { لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ }، وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )).
أهل الإسلام والسُّنة:
إنَّ مِن رحمة الله الكبرى بعباده ذكورًا وإناثًا وضُوحَ نصوص أحكام شريعته، واتِّضَاحَ الحلال مِن الحرام، وظهورَ الحق على الباطل، وتَمَيُّز التوحيدِ مِن الشِّرك، والسُّنةِ مِن البدعة، والطاعةِ مِن المعصية، والفضيلةِ مِن الرذيلة، والحجابِ مِن السُّفور، وبُروزَ أدلَّةِ ذلك وتَبَيُّنَها، ألا فلا يَحتجَّ إنسان أو يَتعذَّرَ لِنفسه أو أمامَ غيره على شركياته وبدعه ومعاصيه وقبائحه وتفريطه في دينه بعالمٍ أو طالب علم أو داعية أو خطيب، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ ))، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال أيضًا: (( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ))، وقال الله ــ جلَّ وعزَّ ــ: { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا }، وكما أنَّ العالِم وطالب العلم مأموران بعبادة الله وحده، فكذلك باقي الناس، وكما أنَّهما مأموران بتعلُّم ما يجب عليهما، ويَستقيمُ بَه دينُهما، فكذلك باقي الناس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ))، وقال الحافظ المِزِّيُّ والعلامة الألبانيُّ ــ رحمهما الله ــ وغيرهما: هذا حديث حسن.
أهل الإسلام والسُّنة:
إنَّ العلماء والفقهاء المُعتبرين المعروفين الأثبات بشَرٌ، ويَحصل مِنهم الخطأ في المسائل والأحكام الشريعة بدلَالة نصوص الشريعة المتضافرة، واتفاق العلماء، وعليه:
أوَّلًا: لا يجوز متابعتُهم وتقليدُهم فيما أخطئوا فيه، وخالفَ مِن كلامهم نصوص الشريعة، باتفاق العلماء، وقد قال الإمام مالك ــ رحمه الله ــ: (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُخْطِىءُ وأُصِيبُ، فانْظُرُوا في رَأْيِي، فَكُلّ مَا وَافَقَ الكتابَ والسُّنَّةَ فخُذُوا بِهِ، وكلّ مَا لَمْ يُوَافِقِ الكتابَ والسُّنَّةَ فَاتْرُكُوهُ ))، وجاء نحوه وبمعناه أيضًا عن الأئمة: أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، وقال العلامة الصنعاني ــ رحمه الله ــ: “وأمَّا الأئمة الأربعة فإنَّ كُلًّا مِنهم مصرِّحٌ بأنَّه لا يُقدَّمُ قولُه على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم”.اهـ
ومَن تابعهم على الخطأ بعد تبيُّن الحق والصواب، فلا حُجَّة له عند الله، وقد سعى في خراب دينه، ونقص إيمانه، ومِن المَعِيبِ جدًّا والإثم والمعصية أنْ تحتجَّ في مسألة على أحدٍ بقال الله وقال رسوله، فلا يَكترِث، ويَرُدُّ عليك بقوله: قال إمامنا ومفتينا، أو يتعصَّب لقول إمام مذهبه، ومفتي بلده، وشيخ طريقته، وزعيم حزبه.
وثانيًا: إذا وُجِدَتْ مسألةٌ شرعية نصُّها الشرعيُّ صحيح وصريح فلا يجوز لأحد أنْ يخالفَها لقول إمامِ مذهبه أو عالمٍ أو مفتي، باتفاق العلماء، حيث قال الإمام الشافعي ــ رحمه الله ــ: (( أجمع المسلمون على أنَّ من استبانت له سُنَّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لم يكن له أنْ يدعها لقول أحد مِن الناس )).
وثالثًا: إذا اجتهد العالم الراسخ المعروف بتحرِّي الحق الموافق للنصوص الشرعية في مسألة شرعية فأخطأ فلا يجوز أنْ يَطعن فيه أحد، لأنَّه معذور ومأجور بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّحيح، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (( إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ))، ويُرَدُّ خطؤه ويُبيَّن بطريقة العلم، وأدبه، وألفاظه.
ورابعًا: متابعة العلماء في زلَّاتهم، وتقليدهم فيما أخطئوا فيه ليس بالهيِّن والسهل، بل هو مِن أسباب ضعفِ الدين والضَّلال والهلَكة، وهدمِ الإسلام، والبُعدِ عن دين الله الصَّحيح، فقد صحَّ عن زِيَادِ بنِ حُدَيْرٍ، أنَّه قال: (( قَالَ لِي عُمَرُ: «هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ» )).
فاللهم أعذنا مِن أئمة البدع المُضلِّين، إنَّك سميع مجيب.
الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــ
الحمد لله العالِمِ بالبواطن والظواهر، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، الراجِي أنْ يكون أخشانا لله، وعلى آله وأصحابه الرُّكع السجود.
أمَّا بعد، فيا أهل الإسلام والسُّنة:
لقد قضَى الله سبحانه وقدَّر وكتَب أنْ يَختلف العلماءُ في بعض مسائل الدين والشريعة ابتلاءً واختبارًا لعباده، ليتميَّزَ المتابعُ لنصوص الشريعة مِن المقلِّد والمتعصِّب للأئمة والعلماء والمفتين، والمعظِّمُ للحق وأدلَّتِه مِن المعظِّم للرجال وأقوالهم وأهل مذهبه وبلدته، والباحثُ الراغِب في الصواب مِن الباحث الراغب فيما تهواه وتميل إليه نفسُه، ولله الحِكْمةُ البالغة فيما قدَّر وقَضَى، وقد قال سبحانه في أوائل سورة العنكبوت: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }، وليس لأجل أنْ يتخيَّرَ الإنسانُ مِن أقوال العلماء واختلافاتهم ما يُريد وتهواه نفسه، ويُوافق عملَه، وما يَرى أنَّ له مصلحةً فيه، أو تخفيفًا لتشنيعٍ أو عيبٍ لحق به، وإنَّنا نَرَى اليومَ بعضَ ضعافِ الدين يسألون عن الحُكم الشرعي، هل اتفق فيه العلماء أم اختلفوا، فإنْ كانوا قد اتفقوا انزجَر، أو سكَت ولم يُحاجِج مُخالِفَه، ولم يَتعذَّر لنفسه إذا أُنْكِر عليه، وإنْ كانوا قد اختلفوا لم يَنكفِف عمَّا يَفعل مِن قبيح ومحرَّم، واستطال على المُنكِر عليه، وجعل الخلافَ عُذرًا لنفسه، وتراه يتتبَّعُ في كثير مِن المسائل رُخصَ العلماء لا ما يدُل عليه دليل الشرع، ويكون هو الصواب والحق مِن بين الاختلافات.
وقد قال الفقيه ابن حزم ــ رحمه الله ــ: “وطبقةُ أُخْرى، وهم قومٌ بلَغَت بهم رِقَّةُ الدين، وقلَّةُ التقوى إلى طلب ما وافق أهواءَهم في قول كلِّ قائل، فهم يأخذون ما كان رُخصةً مِن قول كلِّ عالم، مقلدين له غيرَ طالبين ما أوجبَه النَّص عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم”.اهـ
وقال الإمام سليمان التيمي ــ رحمه الله ــ: (( لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله )).
هذا وأسأل الكريم: أنْ يُعيننا على الاستمرار على الإكثار من طاعته إلى ساعة الوفاة، وأن يقيَنا شرَّ أنفسنا، وشرَّ أعدائنا، وشرَّ الشيطان، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأجدادنا وجميع أهلينا، اللهم ارفع الضُّر عن المتضررين مِن المسلمين في كل مكان، اللهم وفق ولاة أمورِ المسلمين لِما يرضيك، وسدِّدهم في أقوالهم وأفعالهم، اللهم تُب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وأكرمنا برضاك والجنة والنظر إلى وجهك الكريم في الدار الآخرة، إنَّك سميع الدعاء.