إفادة الصُّحْبَة بكلام الإمامين ابن باز والعثيمين حول تَصْغِير الأسماء المُعَبَّدة لله سبحانه
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه.
أما بعد:
فهذان سؤالان قد وجها إلى الإمامين الكبيرين ابن باز وابن عثيمين – رحمهما الله تعالى – حول حكم تصغير الأسماء المعبدة لله تعالى، مع ذكر أمثلة دارجة على التصغير في الديار السعودية وما حولها.
وأسأل الله تعالى أن ينفع الجميع بإجابتهما، إنه سميع مجيب.
أولاً: سئل العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – كما في “مجموع فتاوى ومقالات فضيلته”(18 /54-55/ جمع الشويعر) هذا السؤال:
[ كثيراً ما نسمع من عامي ومتعلم تصغير الأسماء المعبدة أو قلبها إلى أسماء تنافي الاسم الأول فهل فيه من بأس؟ وذلك نحو عبد الله تجعل “عِبَيِّد” و “عَبُّود” و “العِبْدِي” بكسر العين وسكون الباء.
وفي عبد الرحمن “دحَيِّم” بالتخفيف والتشديد, وفي عبد العزيز “عِزَيِّز” و “عَزُّوز” و “العِزِّي” وما أشبه ذلك. أما في محمد “محِيْمِيد” و “حْمِدا” و “الِحْمِدِي” وما أشبهه؟ ].
فأجاب – رحمه الله – بقوله:
لا بأس بالتصغير في الأسماء المعبدة وغيرها, ولا أعلم أن أحداً من أهل العلم منعه.
وهو كثير في الأحاديث والآثار كأنيس وحميد وعبيد وأشباه ذلك.
لكن إذا فعل ذلك مع من يكرهه فالأظهر تحريم ذلك، لأنه حينئذ من جنس التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم إلا أن يكون لا يُعرف إلا بذلك, فلا بأس كما صرح به أئمة الحديث في رجال كالأعمش والأعرج ونحوهما.اهـ
ثانياً: سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – كما في “مجموع فتاوى ورسائل فضيلته”(25/ 280) هذا السؤال:
[ ما حكم تصغير الأسماء التي فيها تعبيد لله عز وجل، مثل: عَبُّود لعبد الله؟ ].
فأجاب – رحمه الله – بقوله:
لا بأس أن يصغروها، لأنهم لا يقصدون بذلك تصغير اسم الله عز وجل، إنما يقصدون بهذا تصغير المسمى، عبد الله يسمونه عُبَيِّد الله، ليس فيها شيء، وبعضهم يقول: عَبُّود، أيضاً ليس فيها شيء، وعبد الرحمن بعضهم يسمونه عُبَيِّد الرحمن، ليس فيها شيء، وبعضهم يسمونه دحَيِّم، هذه أيضاً ليس فيها شيء، لأن التصغير إنما يقصد به تصغير المسمى لا تصغير اسم الله الكريم.اهـ
انتقاء:
عبد القادر بن محمد الجنيد.