إفادة الأخلاء بما صحَّ وثبَت مِن أذكار الصَّباح والمسَاء
الحمد لله الذي أمر عباده أن يذكروه ذكرًا كثيرًا، وأعدَّ لهم على ذلك مغفرة وأجرًا عظيمًا، وجعل القلوب تطمئن بذكره، وهو سبحانه يذكر مَن ذكَره، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الأوَّاه المُنيب، أكرم مَن وحدَّه، وأجلّ مَن ذكَره، وعلى آله وعِترته الطيِّبة، وأصحابه الكرام البَررة.
وبعد، أيُّها النُّبلاء الحُصفاء ـ سلَّمكم الله وسدَّدكم ـ:
فهذه وريقات جمعت فيها ما صَحَّ وثَبَتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن أذكار الصَّباح والمساء، وقصدت بها نفع نفسي أولًا، لتعرف صحيح هذا الباب، فتذكرَ ربها سبحانه به، ثم نفع إخواني المسلمين ـ سدَّدهم الله ـ.
وقد درسْت عامة أحاديث أذكار الصباح والمساء فيما بين يدي مِن كتب أهل العلم العامة المسندة، والكتب الخاصة بالأذكار والدعوات، وكتب تخريج أحاديث الأدعية والأذكار، وراجعت كلام علماء الحديث حول متونها ورجالها، ثم انتخبت هذه المجموعة منها لثبوتها عندي بعد دراسة أسانيدها وطُرقها وشواهدها، ثم حلَّيتها بكلام من نَصَّ من أهل العلم على ثبوتها وصحتها، لتقوى في نفوس مطالعيها والذاكرين ربهم بها إذا أصبحوا، وإذا أمسوا.
والله المسئول أن يجعلها خالصة لوجهه، مُدنية مِن رضاه، وأن ينفع بها الجامع والقارئ والناشر في الدنيا والآخرة، إنه سميع الدعاء، وأهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ودونكم ـ سلَّمكم الله ـ هذه الأذكار:
1- قول: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ» صباحًا ومساءً مرَّة واحدة.
لقوله صلى الله عليه وسلم: (( سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ )).
رواه البخاري في “صحيحه” مِن حديث شدَّاد بن أَوس ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
البخاري، وابن حبان، والحاكم، والبغوي، وابن تيمية، وابن قيم الجوزية، وابن الوزير، والسيوطي، وابن حجر الهيتمي، والألباني، وابن عثيمين، وغيرهم.
2- قول هذا الذِّكر صباحًا ومساءً مرَّة واحدة:
فيقول إذا أمسَى: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لله، وَالْحَمْدُ لله، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ».
ويقول إذا أصبح: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لله…»، إلى آخْر هذا الذِّكر، ويجعل مكان: “الليلة”: “اليوم”.
لحديث: (( كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لله، وَالْحَمْدُ لله، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ» وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لله» )).
رواه مسلم في “صحيحه” مِن حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
مسلم، وأبو نعيم الأصفهاني، والبغوي، وابن حجر العسقلاني، والمناوي، والألباني.
وحسنه:
الترمذي.
3- قول: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» في الصباح مرَّة واحدة.
و: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» في المساء مرَّة واحدة.
لحديث: (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ»، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» )).
أخرجه أحمد، والبخاري في “الأدب المفرد”، واللفظ له، وأبو داود، والترمذي، والنسائي في “الكبرى”، وابن ماجه، وغيرهم، مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
الترمذي، وابن حبان، والنووي، وابن قيم الجوزية، وابن حجر العسقلاني، والمناوي، والألباني، وابن باز.
وحسنه:
البغوي، والسيوطي، والوادعي.
وقال الهيثمي: إسناده جيد.اهـ
وقال الشوكاني وعبيد الله المباركفوري: أخرجه أحمد بإسناد رجاله رجال الصحيح.اهـ
4- قول: «أَصْبَحْتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» في الصباح ثلاث مرات.
و: «أَمْسَيتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» في المساء ثلاث مرات.
لحديث: (( إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: «أَصْبَحْتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثَلَاثًا»، وَإِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ )).
أخرجه النسائي في “السنن الكبرى” مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وقال مقبل الوادعي: هذا حديث حسن.اهـ
5- قول: «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ» صباحًا ومساءً مرَّة واحدة.
لحديث: (( أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ـ رَضِيَ الله عَنْهُ ـ قَالَ: يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ: قُلْ: «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ»، قَالَ: قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ )).
أخرجه أحمد، وأبو داود، واللفظ له، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم، مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن عساكر، والنووي، وابن قيم الجوزية، والذهبي، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، والمناوي، وأحمد شاكر، والألباني، وابن باز، والوادعي.
وذكره ضياء الدين المقدسي في كتابه: “الأحاديث المختارة أو المستخرج مِن الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما”.
وقال ابن منده: هذا حديث مشهور عن شعبة، ورواه هشيم عن يعلى بن عطاء نحوه، وهو من رَسْم النسائي.اهـ
ولحديث: (( إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ قُلْ: «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ» )).
أخرجه أحمد، واللفظ له، والترمذي، والبخاري في “الأدب المفرد”، وغيرهم، مِن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ.
وصححه:
ابن عساكر، والألباني، وابن باز.
وحسنه:
الترمذي، وابن حجر العسقلاني، والهيثمي.
6- قول: «بِسْمِ الله الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ» صباحًا ومساءً ثلاث مرات.
لحديث: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: «بِسْمِ الله الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ» )).
أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، واللفظ له، وابن ماجه، وابن حبان، وغيرهم، مِن حديث عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن قيم الجوزية، والذهبي، وابن حجر العسقلاني، والألباني، وابن باز، والوادعي.
وحسنه:
البغوي.
وذكره ضياء الدين المقدسي في كتابه: “الأحاديث المختارة أو المستخرج مِن الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما”.
7- قول: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» مساءً ثلاث مرات.
لحديث: (( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ، قَالَ: أَمَا لَوْ قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ» )).
رواه مسلم في “صحيحه” مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
مسلم، والبغوي، وابن خزيمة، وابن حبان، وشرف الدين المقدسي، والسيوطي، والألباني.
ولحديث: (( مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ» )).
أخرجه أحمد، واللفظ له، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم، مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
الحاكم، وابن حبان، وابن حجر العسقلاني، وأحمد شاكر، والألباني.
وحسنه:
الترمذي، وابن باز.
8- قول: «رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» صباحًا ومساءً ثلاث مرات.
لحديث: (( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: «رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» )).
أخرجه أحمد، واللفظ له، وأبو داود، والنسائي في “الكبرى”، وابن ماجه، والحاكم وغيرهم.
وصححه:
الحاكم، والذهبي.
وحسنه:
ابن باز، وعبد المحسن العبَّاد.
وقال النووي: رواه أبو داود والنسائي بأسانيد جيدة.اهـ
وقال ابن حجر العسقلاني: وسنده قوي.اهـ
وقال البوصيري: ورجال إسناده ثقات.اهـ
وقال الهيثمي: ورجال أحمد والطبراني ثقات.اهـ
وقال عبيد الله المباركفوري: سنده جيد.اهـ
وله أيضًا شواهد تقويه.
9- قول: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ» صباحاء ومساء مرَّة واحدة.
لحديث: (( مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ» )).
أخرجه النسائي في “الكبرى”، والحاكم، والبزَّار، مِن حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك لفاطمة ابنته ـ رضي الله عنها ـ.
وصححه:
الحاكم، والمنذري، والذهبي، وابن حجر العسقلاني، والسفاريني.
وحسنه:
ابن حجر العسقلاني في موضعين، والألباني.
وذكره ضياء الدين المقدسي في كتابه: “لأحاديث المختارة أو المستخرج مِن الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما”.
وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب، وهو ثقة.اهـ
10- قراءة: «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ»، و: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، و: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» ثلاث مرات كل صباح ومساء.
لحديث معاذ بن عبد الله بن خُبيب عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (( خَرَجْنَا فِي لَيْنلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» )).
أخرجه أحمد، وأبو داود، واللفظ له، والترمذي، والنسائي، وغيرهم.
وصححه:
الترمذي، والنووي، والألباني، ومحمد علي آدم الإثيوبي.
وحسنه:
ابن حجر العسقلاني، وابن باز.
وذكره ضياء الدين المقدسي في كتابه: “الأحاديث المختارة أو المستخرج مِن الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما”.
11- قول: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» مرَّة واحدة كل صباح.
لحديث: (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» )).
أخرجه أحمد، واللفظ له، وابن أبي شيبة، والدارمي، والنسائي في “الكبرى”، وغيرهم، مِن حديث عبد الرحمن بن أبزى ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
النووي، وزين الدين العراقي، والمناوي، والألباني، وابن باز.
وحسنه:
ابن حجر العسقلاني، والسيوطي.
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.اهـ
وقال ابن الإمام: رواه النسائي من طرق، ورجال إسناده رجال الصحيح.اهـ
وقال الشوكاني: رجال إِسناده رجال الصحيح.اهـ
12- قول: «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» مائة مرَّة أو أكثر كل صباح ومساء.
لحديث: (( مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ»، مِائَةَ مرَّة، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ )).
واه مسلم في “صحيحه” مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
مسلم، والترمذي، وابن حبان، والبغوي، وابن الشيخة الغزِّي، والألباني، وابن باز.
13- قول: «لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» صباحًا ومساءٍ.
وتُقال هذه الكلمة مائة مرَّة أو أكثر وهو الأفضل.
لحديث: (( مَنْ قَالَ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مرَّة، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ )).
رواه البخاري ومسلم في “صحيحيهما” مِن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
البخاري، ومسلم، والترمذي، والبغوي، وابن الشيخة الغزِّي، والألباني.
ولحديث: (( مَنْ قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، مِائَةَ مرَّة إِذَا أَصْبَحَ، وَمِائَةَ إِذَا أَمْسَى، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِنْهُ إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ )).
أخرجه النسائي في “الكبرى”، والطبراني في “الدعاء”، وغيرهما مِن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ـ رضي الله عنه ـ.
وقال ابن حجر العسقلاني: أخرجه النسائي بسند صحيح إلى عمرو.اهـ
وقال الألباني: وهذا إسناد حسن.اهـ
أو يقولها عشر مرات.
لحديث: (( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلًا يَقْهَرُهُنَّ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمِثْلُ ذَلِكَ )).
أخرجه أحمد، واللفظ له، والطبراني في “الدعاء”، و “المعجم الكبير”، و “مسند الشاميين”، مِن حديث أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
شرف الدين الدمياطي، والألباني.
وقال المنذري: ورواه الطبراني بنحو أحمد، وإسنادهما جيد.اهـ
وقال الأذرعي القابوني: رواه الطبراني كمثل أحمد وسندهما جيد.اهـ
وله أيضًا شواهد تقويه.
أو يقولها مرَّة واحدة.
لحديث: (( مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ )).
أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي في “الكبرى”، وابن ماجه، وغيرهم، مِن حديث أبي عَيَّاش الزُّرقي ـ رضي الله عنه ـ.
وصححه:
ابن خزيمة، وابن حجر العسقلاني، والألباني.
وقال النووي: وروينا في “سنن أبي داود وابن ماجه” بأسانيد جيدة عن أبي عياش.اهـ
وقال الأذرعي القابوني: رواه أبو داود وابن ماجه بسند جيد.اهـ
14- قول هذه الدعوات: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» حين يصبح وحين يمسي مرَّة واحدة.
لحديث: (( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» )).
أخرجه أحمد، واللفظ له، وأبو داود، والنسائي في “الكبرى”، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم، مِن حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ.
وصححه:
ابن حبان، والحاكم، والنووي، والذهبي، والألباني.
وحسنه:
البغوي، وابن حجر العسقلاني.
وذكره ضياء الدين المقدسي في كتابه: “الأحاديث المختارة أو المستخرج مِن الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما”.
15- قول: «حَسْبِيَ الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» في الصباح وفي المساء سبع مرات.
لقول أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: (( مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: «حَسْبِيَ الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»، سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَفَاهُ الله مَا أَهَمَّهُ )).
أخرجه أبو داود.
وقال الألباني: إسناد الموقوف رجاله ثقات.اهـ
وقال عبد المحسن العباد: وأما كونه موقوفًا فهذا صحيح الإسناد.اهـ
وذكر المنذري وابن حجر العسقلاني وعبد المحسن العباد:
أن مثله لا يقال بالرأي، فله حكم الرفع.
وكتبه:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد
تنبيه:
هذا بحث مختصر اقتبسته مِن بحث لي مطول، ذكرت فيه أرقام الأحاديث، والطُرق والشواهد، ونصوص العلماء في تصحيحها، ومصادر كلامهم بالكتاب والصفحة.