إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > العقيدة > مقال بعنوان: “كسر دعوى المعتدي بمنافاة منهج السلف الصالح للتطور والرقي ” ملف : [pdf].

مقال بعنوان: “كسر دعوى المعتدي بمنافاة منهج السلف الصالح للتطور والرقي ” ملف : [pdf].

  • 2 أغسطس 2021
  • 1٬693
  • إدارة الموقع

 

كسر دعوى المعتدي بمنافاة منهج السلف الماضين للتطور والرقي

 

كسْر دعوى المُعتدي بمُنافاة منهج السَّلف الماضين للتطور والرُّقي

 

الحمد لله القويِّ القاهر المُقتدِر، القائلِ في دَمْغ الباطل والمُبطِلين مِن أهل كل عصْر ومِصر: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }.

والصلاة والسلام على سيِّد ولد آدم أجمَع، السابقين مِنهم واللاحقين، القائلِ مبشِّرًا: (( إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً )).

ورضِي الله عن آلِ بيت النُّبوة، والصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسان في كل زمَن وأرض، ومِن كل شَعب وقبيلة، وعرَبٍ وعجَم، حاضرةٍ وبادية، ذُكورٍ وإناث، شُيوخٍ وكُهول، شبابٍ وصِغار، ما تتابعت الدُّهور، وتوالدَت النفوس.

وبعد، ياذا العقل والفَهم والنُّبْل والصِّدق وحُسْن القصْد ــ كُفِيت ووُقِيت وسُدِّدت ــ:

فلا تزال صرخات ومقالات ولقاءات وتغريدات وفضائيات المُتأثرين بالفِكر العلماني، والمُهَجَّنِين بالطرَّح اللبرالي، والمُنكسرين أمام الزَّحف التغرِيبي، والمُنهزِمين للتقعر الإلحادي اللادِينِي.

ومعَهم أنهار مَدِّ وتغذية هذه المذاهب مِن صهيونية حاقدة، وصَليبية عاتية، وماسونية ماكرة، ودولة لادِينيَّة عميقة:

تتكرَّر وتتجدَّد وتتنوَّع وتتكاثر في حرْب الدِّين والشريعة، وإطفاءِ التوحيد والسُّنة، وإيقاع المسلمين وبلدانهم في أوحال ومُستنقعات اللادِينيَّة المُتفسِّخة، وسِككِها الشَّهوانية البَهيميَّة، ونَتنِها الزَّاحِف الزَّاكم، وتفكُّكِها الأُسَرِي المُنحَل، وتمرُّدِها على شريعة خالقها، وأعرافِها وعاداتها القويمة، وتَبعيتِها لأهل الكفر والشِّرك، وصُدورِها عن رأيهم وأمرِهم ومذاهبِهم.

ألا وإنَّ مِن صرخاتهم ومقالاتهم وكذباتهم وتلبيساتهم المَشئومَة عليهم وعلى الناس:

[ أنَّ المنهج السَّلفي القائم على كتاب الله تعالى، وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سَلف الأُمَّة الصالح مِن أهل القُرون الثلاثة الأولى، وعلى رأسهم الصحابة ــ رضي الله علنهم ــ:

عائق عن التطور الإنساني الدُّنيوي الكبير الحاصل في هذا العصر.

وسَبب تَخَلُّف بلدانهم عن مصَافِّ الدُّول الكبرى، وتأخُّر رجالاتهم عن عُظماء الرجال في مختلف العُلوم والفُنون ].

فأقول مستعينًا بالله ــ جلَّ وعلا ــ لأهل هذا الفِكر، ودُعاة هذا المَكر، وقنوات هذا الكَيد، وأبواقِهم النائمة والمُستيقظة، ومَن أسلموا لِغزوِهم عقولَهم.

دونكم هذه الوقفات الأربع الفاضِحات الكاسرات المُزهِقات:

الوقفة الأولى:

إنَّ الله خالق الخلق أجمعين ــ تبارك وتقدَّس ــ هو الذي اختار ورَضِى هذا المنهج الطيِّب القويم السَّهل لعباده مِن العرَب والعَجَم، وأمرَهم أنْ يَلتزموا بِه إلى مماتهم، وإلى أنْ تقوم الساعة.

ومعلوم ضَرورة:

أنَّ الله سبحانه لا يَختار لعبادِه إلا الأصلح، الذي تَصلُح بِه دُنياهُم وتَكمُل، ويتوافق مع صلاحها، ويزيد في تنميته، ويَرفع مِن الاستفادة منه.

لأنَّه ــ جلَّ وعلا ــ أعلم بما سَيحصُل في الأرض مِن قبل إيجادها، وحِين خلْقِها، وإلى أنْ يُنهِي بقاءها وبقاء مَن يَعمُرها.

ومع هذا فلم يَشرع لعباده أنْ يتعاملوا فيها إلا على وِفْقِ وضوء هذا المنهج الذي رسَمه في شريعته التي أنزلها على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

فمَن قبِلَه فهو الرابح الساعِي في استصلاح الأرض وصلاحها، ومِن المُصلِحين في الأرض.

ومَن تَنكَّب عنه فلا يَضُر إلا نفسه، ومَن تبعه، واغتَرَّ بِه، وهو مِن المُفسدِين في الأرض، والرَّادِّين لأفضل طُرق الإصلاح وأسرعِها، والمُطيلِين لأمَدِ الفساد على الناس، وتأخير عجَلةِ التَّطور.

وصدَق الله القائل مُبَكِّتًا لِهؤلاء، وأضرابِهم والمُتأثِّرين بهم، في كل الأرض وزمَن: { أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ }.{ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ }.{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ }.
الوقفة الثانية:

إن حَمَلة الشريعة ودعاتها ــ سلَّمَهم الله وسدَّدهم ــ ليسوا بحاجة ولا مُطالَبِين بأدلة تُثبِت أنَّ الشريعة الإسلامية، وما رَسمَته للناس مِن منهجٍ يسيرون عليه ــ وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسَلف الأُمَّة الصَّالح وعلى رأسهم الصحابة ــ لا تُنافي التَّطور والتقدُّم الدُّنيوي في بلاد المسلمين.

بل المُطالَب بالأدلة والإثباتات والبَراهين والحُجَج على قِيله وحديثِه وهُراءِ مَن قلَّد وتابَع هو مَن طرح هذا القذَر، وقذَف بهذا الباطل، ورَمَى بهذا الفُجور، وأعلَن هذا البُهتان، وأزْبَدَ وأرْعَد بالافتراء والكذب.

فيا هؤلاء:

إنْ شِئتم قُلنا لكم، بل يقول لكم صِغارنا:

هاتوا لنَا آية قرآنية، أو حديثًا نبويُّا صحيحًا، أو أثرًا ثابتًا عن صحابيٍّ، أو إجماعًا، أو قاعدة شرعية:

تُعارِض التقدُّم والتَّطور الدُّنيوي المُصلِح لحياة العِباد والبلاد، وتتنافي مع أُسُسِه ومعالِمه.

ونُمهِلُكم على هذا شهرًا، وإنْ شِئتم سِنين، بل لو أرَدتُم عُمرَكم كلَّه فلا ضَير، حتى يَستبِين الناس فيمَن المُصيبة؟ ومَن عنده الخَلَل والعَوَر؟ ومَن هو التَّبَع الإمَّعَة للغير، الذي يُقاد كالبهيمة فيَنقاد، ويُسَاق كالأهبَل فيَسمَع ويُطيع، ويَتأثَّر فيَنشُر؟

ولا رَيب عندنا ــ سلَفًا ــ:

أنَّكم ستعجَزون لا محالَة، ولا مَحيص، وأنَّ المُصاب فيكم وبِكم، وفي أفهامِكم وأهوائِكم وعقولِكم، ومَن تسيرون على سَنَنِه، وتتَّبِعونَه مِن رجالات الشَّرق والغرْب.

ولا رَيب أيضًا عندنا:

أنَّكم تُريدون أنْ تُسَيِّروا ملايين المُسلمين، وعامَّة بُلدانهم، على ما تشاؤون، وإلى ما يشاؤه سادتكم في الغرْب والشَّرق، الذين تَصدُرون عنهم، ولا تُصدِّرون لهم.

وهذه لَعَمر الله إحدى الدِّكتاتوريات البَغيظة الكالحة التي تستخدمونها مع  بلدانِكم وشُعوبِها، ويَقِل نظيرُها ومَثيلُها وأهلها عبْر تأريخ البشر.

فهل مٍن مُدَّكِر؟
يا هؤلاء:

إنْ شِئتم قلنا لكم، بل يقول لكم صِغارنا:

أرُونا العلوم والفُنون النافعة المُثمِرة المُصلِحة للعِباد والبلاد، وسَمُّوها لنَا، كالطب أو الهندسة أو البِيئة أو البِحار أو الأرصاد أو البِناء والتعمير أو الاقتصاد والتجارة أو الصناعة أو الزراعة أو الكيمياء أو الفيزياء أو الرياضيات أو الإحصاء، أو أشباهها وأمثالها، التي ألغَتها شريعة الله، وعطَّلتها نصوص القرآن والسُّنة النَّبوية، أو وقفَت ضدَّها، وحَجزَت المسلمين عن الانتفاع بها ومِنها؟
يا هؤلاء:

إنْ شِئتم قلنا لكم، بل يقول لكم صغارنا:

أرُونا الطائرات والقطارات والسُّفن والبَواخِر والسيارات والشَّاحنات وغيرها مِن مراكب نَقل الناس وأمتعتهم وبضائعهم ومُعِدَّاتِهم، وأجهزة الطِّب وعمليَّاته الجراحية، وآلات الطباعة والحسابات والتدريس، والكمبيوترات ووسائل الاتصالات والمعلومات التي ألغتها شريعة الله، وعطَّلتها نصوص القرآن والسُّنة النَّبوية، أو وقفت ضدها، وحَجزَت المسلمين عن الانتفاع بها ومِنها؟

أرونا …  وأرونا …  وأرونا …..!!

ولكنَّ الأمرَ كما قال السابق لنَا ولكُم مِن العرب:

“أسمَع جَعْجَعةً ولا أرَى طِحْنًا”.

إلا إنْ كنتم تُريدون بالتَّطور والتقدُّم والرُّقي:

فتح الباب للتَّفسُّخ والتَّعرِي، وخلْع الحِجاب، والسِّينما والمراقص، ودُور البِغاء والخمور، والمِثلِية الجنسية.

وجعل المرأة وجسدها ولباسها سِلعة اقتصادية للتُّجار، والقنوات الفضائية، والمُخرِجين، والمُنتجين، ومُلاك المسارح والمراقص والنَّوادي الليلية.

وُحرِّية إعلان الكُفر والإلحاد في بلاد الإسلام، والدعوة إليه، وتمكين دعاته، وبناء مراكزه ونواديه ومعابده وكنائسه.

وترْك أبناء المسلمين وبناتهم فريسة لأفكار ومخطَّطات وغايات ملاحدة الغرب والشَّرق وبلدانهم، ودُون تحصين قولِيِّ وفِعلِي مِن الحاكم والمَحكوم، والأهل والمُجتمع، والعلماء وطلاب العلم والمُعلِّمين والخُطباء.

وترككم تَنخرون في الإسلام وأصوله، وتهدِمون أحكام ومعاني نصوصِه القرآنية والنَّبوية بعقولكم، وتُشوِّهون تعاليمَه وأهلَه وعلماءه، ليتحقق هدَف أسيادكم في الغرب والشَّرق بخروج الناس عن الإسلام، وتدمير بلدانه، والقضاء على أهله.

فأفصِحوا ولا تُلبِّسوا.!!

الوقفة الثالثة:
إنَّ شريعةَ الإسلام المُطهرَّة، والمنهجَ القويم الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسَلف الأُمَّة الصالح، وعلى رأسهم الصحابه ــ رضي الله عنهم ــ:

لا يَقفان ضِدَّ أيِّ علمٍ أو عمل أو سلاح أو مركبة أو آلة أو جهاز نافع للعِباد والبلاد، ويُصلِح دُنياهم، وأنتم تعلمون ذلك عِلم اليقين.
وإنَّما ضبَطت الشريعة الإسلامية أمور الدُّنيا ومُستجداتها حتى تكثر فائدتها للعباد والبلاد، ويزدان نفعها، ويَعظم إصلاحها، وتقِل أضرارها، وتؤلِّف ولا تفرِّق، ويُفتخر بها، ولا يُبكَى مِن ويلاتها.
فنَهَت الشريعة الناس عن الغِش والخِداع والتغرير والغبْن والتدليس والتلبيس فيها.
ونهَت عمَّا فيه الضَّرر والإضرار والفساد.

ونهَت عن أكل لأموال الناس بالباطل.

ونهَت عمَّا فيه إفساد أهل البيوت، وتدمير أخلاق الناس، والإضرار بالآداب والفضائل والمكارم والأعرَاض.
ونهَت عمَّا يَنشر الفوضَى، ويَجلب الفتن ويزيدها، ويهلك الحرْث والنَّسل، ويُعين على الظلم والعداوات، ويُسبِّب ويُكثِّر الخُصومات والنزاعات.
ونهَت عمَّا يزيد في الأمراض، ويُسبِّب الأوجاع التي لم تكن، وينشر الأوبئة والطواعين المُعدية.

ونهَت عمَّا يَضُر بالبيئة، بريَّةً كانت أو بحريَّة أو جويِّة، ويَضُر بما فيها مِن أُناس وثروات.

ونهَت عن الخروج على الحاكم المسلم، والتألِيب عليه، والطعن فيه، ونزْع اليد مِن طاعته، لِما يَؤول إليه ذلك مِن فساد عريض على الدِّين والدنيا، وإراقة للدماء، وإضرار بالممتلكات، وإضعاف للاقتصاد، وتقسيم للبلد الواحد إلى دويلات مُتعدِّدة، وتناحُرٍ بين أهلها، وتسلُّط أهل الإفساد والإجرام والإرهاب، وتدخُّل أهل الكفر في بلاد الإسلام وأهلها.
ولو نظرنا بعين الحق والصِّدق والعلم في الضوابط التي وضعتها الشريعة لإصلاح دُنيا الناس:

لوجدنا أنَّها تزيدها نفعًا وجمالًا وكمالًا.

وأنَّ الناس جميعهم، المؤمن بالله والكافر، مُحتاجون إلى هذه الضوابط في صلاح أبدانهم، وصلاح أموالهم، واستصلاح أرضِهم، وما عليها وفيها مِن خيرات وثروات.

الوقفة الرابعة:
إنَّا لنَعلم يقينًا سبب حملاتكم الشَّعواء المُجرِمة هذه، وسِرَّ تجدُّدها وتكاثرها، حتى ولو رَاوغْتُم ورُغتُم، وتبادلتم الأدوار، وكنتم أداة بيد مِن شِئتم.

وهو:

أنَّ هذا المنهج السُّني السَّلفي السديد الرَّاقي والمُرقِّي للعباد دُنيا وأُخْرى، والذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسَلف الأُمَّة الصالح، وعلى رأسهم الصحابة ــ رضوان الله عليهم ــ.

هو:

العَقبة الكؤود الشموخ، والسَّد العتيد المَنيع الذي يحول بين مذاهبكم وتياراتكم ومنابركم ومصادركم ودعاتكم ورُموزكم وقنواتكم ومَن تتَّبِعون وتُتابعون مِن دُول وأشخاص.

وبين:

التبديل والتغيير والإفساد والتشويه لِدِين الله الإسلام، وشرعه القويم، الذي كان عليه الناس في زمَن النبي صلى الله عليه وسلم، وزمَن أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، والذي إذا لزِمَه المسلمون اليوم صلح حالهم كما صلح حال سابقيهم.

وعادت لهم العزَّة والتمكين، والقوة والمَنَعة، وأصبحوا القوة العُظمَى، واليد الفاعلة الراحمة المُصلِحة، وذَلَّ لهم كل مُعاند لله مُكابر، كما حصل لأسلافهم.

ولكن موتوا بغيظكم، وعيشوا مُكدَّرين قلِقين، فكيدكم في تَباب، ومكركم إلى سُفول، وكيدكم إلى خسَار، وسعيكم عليكم، وعلى سادتكم المُطاعين مِن قِبَلكم.

فإنَّ هذا المنهج السديد الرَّاقي باق على رُؤوسكم ورَغْم أنوفكم ما بقيت الدنيا، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنَّه بشَّرنا وأنذرَكم فقال: (( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ )).

وقال ربُّنا ــ عزَّ وجلَّ ــ مُسعِدًا لنَا، ومُبَكِّتًا ومُحزِنًا لكم، وكاسرًا آمالكم ومُخطَّطاتكم: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }.{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ }.

وقد حمَل هذا المنهج السُّني السَّلفي العظيم المنير في كل زمَن ومِن كل خَلَفٍ عُدُولُه، يَنفون عنه تحريف الغالِين، وانتحال المُبطِلين، وتأويل الجاهلين، وتلبيس الضَّالين، وفتن الحاقدين، وشُبَه المنافقين، ومكَر المُسْتتِرين، وكيد الكافرين، وغزو المُشكِّكين، وتحريض الفاجرين.

فهُم ــ بعون الله وفضله عليهم ــ:

بالمرصاد للجميع، وفي وجْه كل ماكر زَنيم، باع دينَه وأهلَه وبلاده، واشترى رِضَا أعداء دِينِ الله ومِلَّتِه الحنيفية السَّمحة.

يَفلون أقواله، ويَهدمون فعاله، ويُسقطون ما كتبته يده، ويُزرون بتاريخه حيًّا وميتًا، فتذكره الأجيال بالبُغض والذَّم.

فلله درُّهم، كم لهم مِن جميل ظاهر على الأُمَّة، ويَدٍ كريمة على الصغير والكبير، وفضلٍ مُتتابع على الذَّكر والأُنثى، وأثرٍ جليل وإحسان للبلاد بمُدنِها وقُراها، وحاضرتِها وباديتها، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذُو الفضل العظيم.

وكتبه:

عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.

بتاريخ: 13/ 11/ 1434 هـ

وراجعه مرَّة أُخرى بتاريخ: 23/ 12/ 1442 هـ