عاشوراء فضله وصيامه وبدعه والمخالفون فيه وما يستفاد من أحاديثه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشوراء، فضله، وصيامه، وبدعه، والمخالفون فيه، وما يستفاد من أحاديثه
الخطبة الأولى:ـــــــــــــــــ
الحمد لله الحكيم الخبير، وأشهد أنْ لا إله إلا هُوَ وإليه المصير، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغَ شريعةَ ربِّه كاملة، ودعا إلى التمسك بالسُّنَّة، وحذَّرَ مِن البدعة، فصلَّى الله وسلَّم عليه، وعلى آل بيتِه وأصحابِه الأبرار.
أمَّا بعدُ، فيَا عِبادَ الله:
لقد تكاسل أو انشغل أكثرنا عن صوم التَّطَوع مع ما ورَد في شأنه مِن أحاديثَ نبويةٍ عديدة، مبيِّنةٍ لأنواعه، ومُرغِّبةٍ فيه، ومعدِّدةٍ لثماره، وما فيه مِن حسناتٍ كثيرة، وأجورٍ كبيرة، وتكفيرٍ للسيئات، ومكاسبَ طيبةٍ تنفع العبدَ في دنياه وأُخْراه، وإنَّكم الآن لتَنعَمونَ بالعيش في أحد الأربعة الأشهر الحُرم، بل في أوائل شهر الله المُحرَّم الذي هو أفضل شهور السّنة صيامًا بعد رمضان، إذ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ ))، فأكثروا الصيامَ فيه، واحرصوا شديدًا على العاشر مِنه، والذي يُعرف بيوم عاشوراء، فصُومُوه، وصَوِّمُوا معكم أهليكم صغارًا وكبارًا، فإنَّ في صيامِه تكفيرَ ذُنوبِ سَنةٍ كاملة، حيث صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ))، وصحَّ أنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذٍ ــ رضي الله عنها ــ قالت في شأن صومِ عاشوراء: (( كُنَّا نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَنَصْنَعُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا، فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ، أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ )).
عِبادَ الله:
إذا كان دخولُ شهرِ اللهِ المُحرَّمِ ثابتًا شرعًا، فيُستَحبُّ أنْ يُصامَ مع يوم عاشوراء اليوم التاسع مُخالفةً لليهود، حيث يَقتصرونَ على صيام العاشر فقط، لِمَا صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: (( صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» ))، وصحَّ عن ابنِ عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ ))، وأمَّا إنْ كان دخولُ شهرِ الله المُحرَّمِ مشكوكًا فيه، فيُستحَب أنْ يُصامَ ثلاثةُ أيَّام، وهي: يومُ العاشر، ويومٌ قبلَه وهو التاسع، ويومٌ بعدَه وهو الحادي عشر، لِيستيقِنَ العبدُ أنَّه قد صامَ عاشوراء، ويَنالَ أجرَ تكفيرِ ذُنوبِ سَنةٍ كاملة، وهو المنقولُ عن ابن عباسٍ ــ رضي الله عنهما ــ مِن الصحابة، وقولُ الأئمةِ: ابن سِيرينَ، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وغيرِهم.
عِبادَ الله:
إنَّه لا علاقةَ بين صومِ يومِ عاشوراء ومقتلِ الحسينِ بنِ عليِّ بن أبي طالبٍ ــ رضي الله عنهما ــ، والذي كان في عامِ واحدٍ وسِتينَ مِن الهجرة، بل إنَّ صومَ واسْمَ يومِ عاشوراء قد كان معروفًا مِن وقت الجاهليةِ، وقبْلَ مبْعَثِ النبي صلى الله عليه وسلم، ونَصومُه شُكرًا لله تعالى على نجاة نبيِّ الله وكلِيمِه موسى ــ عليه السلام ــ مِن عدوِّ اللهِ فرعونَ وجُندِه، والذي شَرَعَ لَنَا صيامَه شكرًا لله هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولو لم يَشْرَعْهُ لَمَا صُمناه، لأنَّ العبادات لا تُتلقَّى إلا مِنه صلى الله عليه وسلم، ولا تُؤخذ إلا عنه، وقد صحَّ أنَّ أمَّ المؤمنينَ عائشة ــ رضي الله عنها ــ قالت: (( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ))، وصحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ: (( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» )).
عِبادَ الله:
إنَّ أحاديثَ صومِ يومِ عاشوراء كثيرة، بل بلَغَت مبْلغَ التواتُرِ كما ذَكر غير واحد مِن العلماء، وإنَّ الدروسَ المُستفادَةَ مِنها لَعديدة:
فمِن هذهِ الدروسِ:
حِرصُ شريعةِ الإسلامِ على تَمايز المسلمِ عن الكافر في أحواله، وأقواله، وأفعاله، حيث دَعتْهُ إلى مُخالفةِ اليهود في الصيام، باستحباب صيامِ يوم التاسع مع العاشر، وقد صحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ ))، ولمَّا أُخْبِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ اليهودَ تصومُ اليومَ العاشرَ فقط، قال كما صحَّ عنه: (( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ))، ونحنُ اليومَ نَرَى أمرًا سيِّئًا جدًّا مِن جُموعٍ غفيرةٍ مِن المسلمين في شتَّى الأقطار، نَرى مسارَعتَهُم إلى مشابهةِ الكفارِ في أقوالهم، وأفعالِهم، ولباسِهم، وأعيادِهم، وعباداتِهم، وعاداتِهم، وغيرِ ذلك مِن أمورهم، وقد ثبتَ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال مُرهِبًّا لنا عن ذلك: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُم ))، نَرى هذا في الصغار والشباب والكِبار، وفي الذُّكور والإناث.
ومِن هذهِ الدروسِ أيضًا:
أنَّ الأحداثَ والوقائعَ والانتصاراتَ الحاصلةَ لأهلِ الإسلامِ قديمًا وحديثًا لا تُتخذُ أعيادًا ولا مَأتمًا، فما اتخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ نجاةِ نبيِّ الله موسى ــ عليه السلام ــ، وهلاكِ فرعونَ وجُندِه، يومَ عيدٍ واحتفال، ولا يومَ فتحِ مكة، وغيرِها مِن الانتصارات، ولا اتخذَ الصحابةُ ــ رضي الله عنهم ــ وبَقِيَّةُ السَّلفِ الصالحِ يومَ مقتلِ الأئمةِ: عمرَ بنِ الخطابِ، وعثمانَ بنِ عفانٍ، وعليِّ بنِ أبي طالب، ولا غيرِهم مأتمًا، وما صاموا يوم عاشوراء شكرًا لله تعالى على نجاة نبيِّه وكلِيمِه موسى ــ عليه السلام ــ إلا لأنَّ نبيَّهم صلى الله عليه وسلم شَرَع لَهم صيامَه شكرًا لله، ولو لم يَشرَعْه لَمَا صاموه، وإنَّما جاءتنا هذه العاداتُ المُخالفةُ للشريعة عن طريق أهلِ الكُفرِ بجميع مِللِهم، وأهلِ الضَّلالِ والانحراف مِن الباطنية والنُّصيريةِ والشِّيعةِ الرافضةِ وغُلاةِ الصوفيةِ وأضرابِهم، فهُم مَن جَرَت عادتُهم على إقامةِ الاحتفالاتِ والمآتمِ بِحُلولِ الحوادث، ووقائعِ الأيام، وتَغَيُّراتِ الأحوال.
أعوذ بالله مِن الشيطان الرجيم: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }.{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا }.
الخطبة الثانية:ـــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ أوَّلِ كلِّ مَقَال، وللهِ الْمَنُّ والإِفْضَال، وصلَّى الله على محمدٍ النَّبي المُختار، وعلى آله وأصحابه الطيبين الأخيار، وسلَّم تسليمًا.
أمَّا بعدُ، فيَا عِبادَ الله:
لقد ضَلَّت في التعامل مع يوم عاشوراء طائفتان:
الطائفة الأولى: الذين جعلوا يومَ عاشوراء يومَ فرَحٍ وتوسعةٍ على الناس والعِيالِ بالأطعمةِ والمالِ والحلوياتِ والألبسة، وكأنَّه يومَ عيدٍ، بل ويُخصِّصونَه بطبخِ أكلٍ مُعيَّن، كما هو فِعْلُ أعدادٍ مِن الصوفية، ومَن قلَّدَهُم مِن جهلةِ أهلِ السُّنَّة، إذ لم يَصِحُّ مِثلُ هذا الفعلِ لا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابِه، ولا عن أحدٍ مِن سَلفِ الأُمَّةِ الصالح، ولا عن أئمة المذاهب الأربعة، وأصلُ أخذِه عِيدًا مأخوذٌ مِن اليهود، حيثُ صحَّ أنَّ أبا موسى الأشعري ــ رضي الله عنه ــ قال: (( كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَصُومُوهُ أَنْتُمْ» ))، وأهل خيبر كانوا حينها يهودًا.
وقد ذكرَ جمْعٌ كثيرٌ مِن أهل العلم بالحديث النَّبوي الشريف: أنَّه لا يَصِحُّ حديثٌ في التوسِعةِ على العيال في يوم عاشوراء، وعلى رأسِهم إمامُ أهلِ السُّنةِ أحمد بن حنبل ــ رحمه الله ــ.
الطائفة الثانية: الذين جعلوا يومَ عاشوراء يومَ حُزْنٍ وضَرْبٍ على الصُّدور والظُّهورِ والجِباه، فأسالوا الدِّماء، وأضحكوا عليهم العُقلاء، بل وجعلوه يومَ شِركٍ وكُفرٍ بالله، وغلوٍّ في آل بيتِ النُّبوة، يَدْعونَهم مع الله، ويَذبحونَ لهم، ويَنذرون، ويَصفونَهم بما لا يُوصَف بِه إلا اللهُ وحدَه، ويَلعنونَ فيه الصحابةَ ويَسُبُّونَهم ويُكفِّرونَهم، وهؤلاء هُم الشِّيعة الرافضة.
والواجبُ ــ يا عِبادَ الله ــ أنْ نكونَ وسطًا على الصراط المُستقيم، فلا نَخُصّ يومَ عاشوراء إلا بالصيام، متابعةً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، واهتداءً بِسنَّته.
عِبادَ الله:
إنَّ شهرَ اللهِ المُحرَّمِ زمانُه فاضل، لأنَّه أحدُ الأشهرِ الأربعةِ الحُرُم، والسيئاتُ مِن الشركياتِ والبدعِ والمعاصي تَعْظُمُ وتتغلَّظُ في كلِّ زمانٍ أو مكانٍ فاضل، فاتقوا اللهَ ربَّكم ولا تظلموا فيه أنفسَكم بهذه الآثام، فقد نهاكُم ربُّكم عن ذلك، فقال سبحانه: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، وثبتَ عن قَتادةَ تلميذِ الصحابة ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا )).
عباد الله:
إنَّ مِمَّا يدُل على عِظم شأن شهرِ اللهِ المُحرَّم، وشأنِ يومِ عاشوراء، هذه الأمورَ الأربعة:
الأوَّل: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سمَّى المُحرَّمَ شهرُ الله، وإضافتُه إلى الله تدُلُّ على عظيمِ شرفِه وفضلِه، لأنَّ اللهَ لا يُضيفُ إليه إلا خواصُّ مخلوقاتِه، قاله الحافظ ابن رجبٍ – رحمه الله -.
والثاني: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جعَلَ الصيامَ في شهر اللهِ المُحرَّمِ أفضلَ الصيامِ بعدَ شهرِ رمضان.
والثالث: أنَّ صيامَ يومِ عاشوراء كان واجبًا في أوَّلِ الإسلام، قبْل أنْ يُفرَضَ صيامُ شهرِ رمضانَ على الناس، فلمَّا فُرِضَ رمضانُ نُسِخَ الوجوب، وأصبحَ صيامُ عاشوراء سُنَّة.
والرابع: عِظَمُ الأجرِ على صيام يومٍ واحدٍ مِنه، ألا وهو يومُ عاشوراء، حيثُ يُكفِّرُ ذنوبَ سَنةٍ كاملة، وهي السَّنَةُ التي قبلَه.
هذا وأسأل اللهَ أنْ يُجنِّبنا الشِّرك والبِدع، وأنْ يَشرح صدورنا بالسُّنة والاتِّباع، اللهم يسِّر لَنا ولأهلينا صيام يوم عاشوراء، وتقبَّله مِنَّا يا ربَّ العالمين، اللهم أكرمنا برضوانِكَ والجنَّة، واغفر لِموتانا، وجميعِ موتى المسلمين، وأصلِح الولاةَ وسدِّدهم إلى كل خير، إنك سميع الدعاء، وأقول هذا، وأستغفر الله لِي ولكم.