إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الحديث > خطبة مكتوبة بعنوان: ” إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ” ملف: [word] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ” ملف: [word] مع نسخة الموقع.

  • 18 نوفمبر 2021
  • 13٬294
  • إدارة الموقع

إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال

 

إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال

الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ قَيومِ السماواتِ والأرَضِين، مُدبِّرِ الخلائقِ أجمعين، باعثِ الرُّسلِ لِهدايةِ المُكلَّفين، وبيانِ شرائعِ الدِّين، بواضحاتِ البراهين، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ ربُّ العالمين، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه أفضلُ المخلوقين، المبعوثُ بالحقِّ المُبِين، اللهمَّ صَلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى كافةِ النَّبيينَ والمُرسَلينَ وآلٍ كلٍ وأصحابِهم وسائرِ الصالحين.

أمَّا بعد، أيُّها الناس:

فقد أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( إِنَّ اللهَ ــ عَزَّ وجَلَّ ــ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ))، وصحَّ عن المُغِيرةَ بنِ شُعبة ــ رضي الله عنه ــ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ )).

وفي هذا الحديثِ النَّبويِّ العظيم ثلاثُ فوائدَ جليلة:

الفائدةُ الأولى: النَّهْيُ عن قِيلَ وقال.

والمُراد النَّهيِّ عن قِيلَ وقال: تحريمُ كثرةِ الكلامِ في أمورِ الناسِ، والأخبارِ والوقائعِ والأحداثِ، وما لا فائدةَ فيه، ولا يَعنِي مِن الأفعالِ والأقوال، لأنَّ كثرةَ الخوضِ له مفاسدُ عديدةٌ على الخائضِ نفسِه، وعلى الناس.

ومِن هذهِ المفاسد: أنَّه مِن أسبابِ الوقوعِ في كبيرةِ الكذب، لِمَا صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ))، وقال سَهلٌ التَّسْتُريُّ ــ رحمه الله ــ: (( مَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا لا يَعْنِيهِ حُرِمَ الصِّدْقَ )).

ومِن هذهِ المفاسد: أنَّ صاحبَهُ لا يَكادُ يَسلم مِن الوقوعِ في الغِيبة، والغِيبةُ مِن كبائرِ الذُّنوبِ باتفاقِ العلماء، وهي: ذِكرُكَ أخاكَ المسلمَ وقتَ غِيابِهِ بما يَكرَهُ مِمَّا هو فيه، والناسُ تَكرَهُ الكلامَ فيها، وفيما يَحصلُ لهَا، ويَختصُّ بها.

ومِن هذهِ المفاسد: أنَّه مِن أسبابِ وقوعِ الفتنِ بينَ الناس، وتَنافُرِ القلوبِ، وحُصولِ الخُصوماتِ، والتَّنازُعِ مع بعض، لأنَّ الناسَ تَكرَهُ مَن يتكلمُ فيها، وتَحملُ في قلبِها عليه، وقد تُقابِلُهُ بالمِثل، أو تُقاضِيه عندَ السُّلطان، وجهاتِ الاختصاصِ بذلك.

ومِن هذهِ المفاسد: أنَّه مِن الاشتغالِ بالأمورِ التي لا تَعنِي أو تَضُرُّ عن الأمورِ النافعة، ومَن أرادَ أنْ يُحسِنَ إسلامَهُ فليترُك ما لا يَعنِيه، لِمَا ثبتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ))، وقال الإمامُ أبو جعفرِ الباقِر ــ رحمه الله ــ: (( كَفَى بالمَرْءِ عَيبًا أنْ يُؤذِيَ جَليسَهُ بما لا يَعنِيه )).

ومِن هذهِ المفاسد: أنَّه يُوصِلُ إلى التَّجسُّسِ على الناسِ والتنقيبِ عن أقوالِهم وأفعالِهم وأخبارِهم وتتبُّعها، وقد قال الله ــ جلَّ وعلا ــ ناهيًا عن ذلك: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ))، قال العلماء ــ رحمهم الله ــ: «التَّجسُّس هو: بَحثُ الإنسانِ عن عوراتِ وسيئاتِ غيرِه، والتَّحسُّسُ هو: طلبُهُ معرفةِ الأخبارِ والأحوالِ الغائبة عنه».

ومِن هذهِ المفاسد:  أنَّه قد يُفضِي إلى سَبِّ أولعنِ أو غِيبةِ الناسِ للمُتكلَّمِ فيه والمُخبَرِ عنه عندَ سماعِ ما لا يُرضَى مِن أقوالِه أو أفعالِه أو قِصَّته.

الفائدةُ الثانيةُ: النَّهْيُ عن كَثْرةِ السُّؤال.

ويَدخلُ في النَّهيِّ عن كثرةِ السؤالِ:

كثرةُ سؤالِ الناسِ المالَ وأمورِ الدنيا مِن غيرِ حاجةٍ ولا ضَرورة، أو استكثارًا، وقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ  فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ ))، وثبتَ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( لَا يَفْتَحُ إِنْسَانٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ ))، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( لَأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ، فَيَحْمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا يُعْطِيهِ أَوْ يَمْنَعُهُ )).

ويَدخلُ أيضًا في النَّهيِّ عن كثرةِ السؤالِ:

أنْ يُكثِر مِن السؤال في المسائلِ الفقهيةِ تنطُّعًا وتَكلُّفًا فيما لم يَحصُل، أو إحراجًا لأهلِ العلمِ وطُلابِه، أو امتحانًا لهم، أو تَلقُّطًا لِزلَّاتِهم، وقد كان السَّلف الصالحُ مِن الصحابةِ ــ رضي الله عنهم ــ فمَن بعدَهم يَكرهونَ ذلك، ويَذُمُّونَ فاعِلَهُ، ولا يُجيبونَه عقوبةً له، وقد صحَّ عن مسروق ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ــ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ــ فَقَالَ فَتًى: مَا تَقُولُ يَا عَمَّاهُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَكَانَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: «فَأَعْفِنَا حَتَّى يَكُونَ» )).

ويَدخلُ أيضًا في النَّهيِّ عن كثرةِ السؤالِ:

أنْ يُكثِرَ مِن السؤالِ عمَّا لا يَعنِيهِ مِن أحوالِ الناس وأقوالِهم وأفعالِهم، وما يَجري عليهم، وقد قال الحسنُ البصريُّ ــ رحمه الله ــ: (( مِنْ عَلامَةِ إعْرَاضِ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَجْعَلَ شُغْلَهُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ ))، وثبَتَ عن جمْعٍ مِن السَّلفِ الصالحِ أنَّهم قالوا: (( سُئلَ لقمانُ الحكيم: أيُّ عملِكَ أوثَقُ في نفسِك؟ فقال: تَرْكُ مالا يَعنيني ))، وقِيل لِعابدٍ مِن العُبَّاد: (( مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ؟ قَالَ: فَرَاغُ الْقَلْبِ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ، لِيَتَفَرَّغَ إِلَى مَا يَعْنِيهِ )).

الفائدةُ الثالثةُ: النَّهْيُ عن إضاعةِ المالِ.

سواء كان هذا المال نُقودًا، أو حيوانًا، أو أثاثًا، أو بضاعةً، أو مَزرعةً، أو سيَّارةً، أو لِباسًا، أو طعامًا، أو غير ذلك، وسواء كان المال قليلًا أو كثيرًا.

ويَدخلُ في إضاعةِ المالِ:

إنفاقُهُ في غيرِ حقِّه ومحَلِّه،  كالإسرافِ فيهِ، أو شِراءِ المُحرَّماتِ به، أو إنفاقِه على المعاصي، أو تبذيرِهِ على اللهوِ واللعبِ والشَّهواتِ والمَلذَّات، وقد قال الله تعالى زاجِرًا: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }، وقال سبحانه في وصفِ إنفاقِ الصالحينَ للمال: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا }، وثبت أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ ))، وثبتَ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ ))، وباذِلُ المال في الحرامِ قد جمعَ بينَ معصيتينِ، معصيةُ إضاعةِ المالِ، ومعصيةُ ارتكابِ المُحرَّمِ بالمال، وكانَ الإثمُ عليهِ أشد.

ويَدخلُ أيضًا في إضاعةِ المالِ:

إهمالُ الإنسانِ ما يَملكُهُ مِن حيوانٍ، أو مراكبٍ، أو أجهزةٍ، أو غيرِها، مِمَّا يَحتاجُ إلى رعايةٍ وحمايةٍ وحِياطةٍ وصِيانةٍ، حتى تكونَ بسبِ إهمالِه عُرضَةً لِلضياعِ  أو السَّرقةِ أو التَّلفِ أو الجوعِ، أو الهلكة.

ويَدخلُ أيضًا في إضاعةِ المالِ:

ترْكُ إصلاحِهِ، والنظرِ فيه، وتنميتِهِ مِمَّا يُسبِّ ذهابَه، والإضرارَ بمَن يَعُول، وقد صحَّ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ ــ رضي الله عنه ــ قال: (( اتَّجِرُوا بِأَمْوَالِ الْيَتَامَى لَا تَأْكُلُهَا الصَّدَقَةُ ))، يَعني: الزكاة.

ويَدخلُ أيضًا في إضاعةِ المالِ:

إعطاؤُهُ لِناقصِي العقولِ، كالصِّغارِ والسُّفهاءِ والمجانينَ، ونحوِهِم، فيُبدِّدونَهُ فيما لا يَحِلُّ، أو فيما لا يَنفعُ، لأنَّ اللهَ قد جعلَ الأموالَ قيامًا للناس، بها تقومُ مصالِحُهم الدِّينيةِ والدُّنيويةِ، فتمامُ النِّعمةِ فيها أنْ تُصرَفَ فيما خُلِقتْ له مِن منافعِ العِبادِ في دِينِهم ودُنياهُم، وقد قال الله ــ عزَّ وجل ــ زاجِرًا: { وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا }.

وسُبحانَ ربِّكَ، ربِّ العِزَّةِ عمَّا يَصِفون، وسلامٌ على المُرسَلِين، والحمدُ للهِ ربِّ العالَمِين.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وسلَّمَ تسليما كثيرًا إلى يومِ الدِّين.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناس:

فاتقوا اللهَ ربَّكُم بالعملِ بما يُحبُّه ويَرضَاه، وسارعوا إلى مغفرتِه وجنَّتِه بلزومِ أمرِهِ واجتنابِ نواهيه، فالمؤمِن مَن يَرجُو اللهَ ويَتَّقِيه، ولا تَتَّبِعوا خُطواتِ الشيطانِ، فإنَّه يُضِلُ مَن اتَّبَعَهُ ويُغوِيه، ويأمرُهُ بالفحشاءِ والمُنكرِ، وإلى طريقِ الجحيمِ يَهدِيه، وقد قال سبحانه أمِرًا لكم: {  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.

وبادِروا أعمارَكم وأيَّامَكم بأعمالِكم الصالحةِ قبلَ انقضائِها، وحقِّقوا أقوالَكُم بأفعالِكم، واغتنِموا ما بَقِيَ مِن أوقاتِ حياتِكم بالإكثارِ مِن الطاعاتِ قبلَ المَمات، فإنَّ حقيقةَ العُمُرِ ما أمضَاهُ العبدُ بطاعةِ ربِّهِ ومولَاه، فبِها يَحْيَى حياةً طيبةً في الدنيا والآخِرة، وما سِوى ذلك فذاهِبٌ خسارًا، ومسئوولٌ عنه، ومُحاسَبٌ عليه، وقد ثبتَ أنّ السَّلفَ الصالحَ في أوَّلِ الإسلام كانوا يَتواعظونَ بهذهِ الأربع، يقولُها بعضُهم لِبعض:((اعْمَلْ فِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ، وَاعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لشُغْلِكَ، وَاعْمَلْ فِي صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ، وَاعْمَلْ فِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ)).

هذا وأسألُ اللهَ ــ عزَّ وجلَّ ــ: أنْ يُجنِّبَنا مُنكراتِ الأعمالِ والأخلاقِ والأهواء، وأنْ يجعلَنا مفاتيحَ للخير، مغاليقَ للشر، اللهمَّ عافِنا مِن كلِ شَرٍّ قاصرٍ ومُتعدٍّ، ومِن البلوى، وارزُقنا الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنَى، اللهمَّ ارحَم أمواتَنا، وأنعِمْ عليهم في قبورِهم، وأكرِمْ ولاةَ أمورِ المسلمين ونُوَّابَهم بالعمل بما يُرضيك، ويُصلحُ المسلمينَ وأحوالَهم، اللهمَّ ارفع الضُّرَ عن المُتضرِّرينَ مِن المسلمين، وجنِّبهُم الفتن ما ظهرَ منها وما بطَن، إنَّكَ سميعُ الدعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم.