تحرَّوا المال الحلال وتطهَّروا عن الحرام مِنه واحذَروا عقوباته
الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ العظيمِ الكاملِ امتنانُه، الحليمِ الشاملِ إحسانُه، الذي لا مَنَالَ للخيراتِ إلا بمعونتِه، ولا مَدفَعَ للبلياتِ إلا بمغوثتِه، وصلَّى اللهُ على النبيِّ محمدٍ المبعوثِ بالخيرات، وعلى جميعِ آلِه وأصحابِه بأكرمِ التحيَّات.
أمَّا بعدُ، فيَا عبادَ الله:
اتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بالعملِ بما فرَض، واجتنابِ ما حرَّم، والتكميلِ بالسُّنن، فهوَ أهلُ التقوى وأهلُ المغفرة، واعلموا أنَّ تقواهُ مِن أعظمِ أسبابِ جلْبِ الرِّزقِ وسَعتِه، وتيسيرِ طُرقِه، وتعدُّدِ مصادرِه المباحَة، حيثُ قالَ سبحانَهُ مُبشِّرًا: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }.
وصِلةُ الأرحامِ ــ قرُبوا أمْ بَعُدوا ــ طاعةٌ للهِ جليلة، ومِن تقواهُ سبحانَه، وتفضَّلَ على عبادِه فجعلَها مِن أسبابِ بَسْطِ الرِّزق، وطولِ العُمر، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )).
وشُكرُ اللهِ على نِعمِه عبادةُ كبرى، ومِن تقواهُ سبحانَه، وتفضَّلَ على عبادِه فجعلَهُ مِن أسبابِ زيادةِ الرِّزقِ والنِّعم، فقال تعالى مُبشِّرًا: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }.
ألَا فاتقوا اللهَ ــ عبادَ اللهِ ــ واطلبوا الرِّزقَ بالحلالِ، ولا تطلبوهِ مِن حرام، فذاكَ مِن عظيمِ تقواه، فقد ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ زاجِرًا: (( أَيُّهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ )).
عبادَ الله:
إنَّ أرزاقَكُم ليستْ بيدِ سُلطانٍ، أو تاجرٍ، أو هيئةٍ إغاثيةٍ، أو شركةٍ، أو غيرِهم، بل هيَ بيدِ اللهِ وحدَه، ومِنهُ سبحانَه، وعليهِ، فهوَ الرَّازِقُ والرَّزَّاقُ، فابتغوا الرِّزقَ مِن عندِه، فقد أمرَكُم بذلكَ فقال ــ جلَّ وعزَّ ــ: { فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ }، ولا تقلقوا على أرزاقِكُم، وتُرهِقوا أنفسَكُم بالهمومِ لأجْلِها، فقد كُتِبَت قبلَ وجُودِكُم، وهيَ آتيةٌ لا محالَةَ، وإنْ أبَيتُم، ولن تموتوا حتى تستكمِلوا أرزاقَكُم، حيثُ ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ مُطمئِنًا: (( إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ )).
عبادَ الله:
إيَّاكُم أنْ تطلبوا رِزقَ اللهِ بالحرامِ، وبأيِّ فِعلِ أو قولٍ أو طريقةٍ أو صورةٍ لا تَحِل، فإنَّ عاقبةَ أكلِ الحرامِ في الآخرةِ ألِيمَة، إذ النَّارُّ أولَى بالجسدِ الذي تغذَّى ونَبَتَ مِن حرام، حيثُ ثبت أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ ))، والسُّحتُ هوَ: المالُ الحرام.
وصحَّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ في عقوبَةِ مَن يأخذونَ مالَ الغيرِ بالحرامِ: (( مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ ))، وقضِيبُ الأراكِ، هوَ: عُود السِّواك.
وثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ عمَّن وظفَهُم الحاكمُ وجعلَ لهُم على ذلكَ أجرًا أو راتِبًا: (( مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ عَلَيْهِ رِزْقًا، فَمَا أَصَابَ سِوَى رِزْقِهِ، فَهُوَ غُلُولٌ ))، أي: مالٌ حرام.
بل وأكلُ المالِ الحرامِ مِن أعظمِ أسبابِ عدم إجابةِ الدُّعاء، حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ )).
وعاقبةُ الكسْب الحرامِ على المالِ في الدُّنيا قبيحَة، إذ يَمحَقُ بركتَة، حيثُ قالَ اللهُ سبحانَه: { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ))، وصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ )).
عبادَ الله:
إنَّ غالبَ الأعمالِ والوظائفِ والمكاسبِ والمِهنِ والسِّلعِ المُحرَّمةِ بيِّنَةٌ أحكامُها، وواضحةٌ لا تَخفى، ولا حُجَّةَ لأهلِها على العملِ فيها، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ، فَمَنْ تَرَكَ مَا شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ، كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ، أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ ))، فمَن مَوَّهَ على الناسِ أو تعذَّرَ لِنفسِهِ في عملِهِ أو كسبِهِ أو مِهنَتِهِ أو أكلِهِ المُحرَّمِ فما يُخادِعُ ويَضُرُّ إلَّا نفسَهُ، ولكنَّ الأمرَ قد أصبحَ عندَ كثيرينَ وللأسفِ كما صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَان لاَ يُبَالِي المَرْءُ بِمَا أَخَذَ المَالَ أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ )).
وإنَّ كلَّ واحدٍ مِنَّا لا مَحَالةَ سيُسألُ يومَ الحسابِ والجزاءِ عن مالِه اكتسابًا وإنفاقًا، حيثُ ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ ))، بل إنَّ الفقراءَ سيَسبِقونَ الأغنياءَ إلى دخولِ الجنَّة، ومِن أسبابِ ذلكَ الحِسابُ على الأموال، إذْ ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَهُوَ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ ))، وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: (( قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِينَ، وَأَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ))، وأصحابُ الجَدِّ، هُم: أهلُ الغِنَى والحظوظِ الدُّنيويةِ مِن المالِ والجَاه.
عبادَ الله:
لَمَّا كانت تَبِعَةُ المالِ والغِنَى شديدةً وبئِيسَةً دُعِيَ أصحابُهُ إلى زيادةِ الإنفاقِ مِنهُ في جوه البِرِّ والإحسان، والاستمرارِ عليه، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ مُرهِّبًا أهلَها: (( إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ))، وثبتَ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: (( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ: إِنَّ الشَّيْطَانَ وَالإِثْمَ يَحْضُرَانِ البَيْعَ، فَشُوبُوا بَيْعَكُمْ بِالصَّدَقَةِ )).
بل إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حينَ دعا لآلِ بيتِه بالرِّزق لم يَدْعُ لهُم بِبَسْطه، بل دعا أنْ يكون كَفافًا، فصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا ))، والقُوتُ والكَفافُ مِن الرِّزقِ، هوَ: الذي يكونُ بقدْرِ الحاجة، ومَن كانَ رِزقُهُ كذلكَ فقد حازَ وحصَّلَ خيرًا كثيرًا دُنيا وآخِرَة، إذ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ )).
وإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يَخش على أُمَّتِهِ الفقرَ، إذْ صحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: (( فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ )).
اللهمَّ اكفِنا بحلالِكَ عن حرامِك، واغنِنا بفضلِكَ عمَّن سِواكَ، إنَّكَ أنتَ الغنيُّ الكريم.
الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ الذي بنِعمتِهِ تتِمُّ الصالحات، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وباللهِ أعتَصِمُ وأتقوَّى وأستعِين.
أمَّا بعدُ، فيَا عبادَ الله:
لقد كانَ السَّلفُ الصالحُ مِن أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومَن بعدَهُم أحرصَ الناسِ على تنقيةِ أموالِهِم مِن الحرام، وإبعادِ أجسادِهِم وأهليهِم عن التغذِّيِ على الحرامِ أو الاستمتاعِ بِه، وأوْرَعَهُم عمَّا اشتبَهَ مِن الأموالِ، حتى إنَّ صِدِّيقَ الأُمَّة أبا بكرٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أخرجَ مِن بطنِهِ طعامًا دخلَ إليهِ مِن كسبٍ فيهِ مُخادعَة، وكسَبَهُ غيرُه، وأكلَهُ وهوَ غيرُ عالِمٍ بِه، حيثُ صحَّ أنَّ أُمَّ المؤمنينَ عائشةَ ــ رضيَ اللهُ عنها ــ قالت: (( كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الغُلاَمُ: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الكِهَانَةَ، إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ ))، وأخرجَ مالكٌ بالسَّندِ الصَّحيحِ إلى زيدِ بنِ أسلَمَ أنَّه قال: (( شَرِبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَبَناً فَأَعْجَبَهُ، فَسَأَلَ الَّذِي سَقَاهُ، مِنْ أَيْنَ هذَا اللَّبَنُ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَى مَاءٍ، قَدْ سَمَّاهُ، فَإِذَا نَعَمٌ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ، وَهُمْ يَسْقُونَ، فَحَلَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا، فَجَعَلْتُهُ فِي سِقَائِي، فَهُوَ هذَا، فَأَدْخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَدَهُ فَاسْتَقَاءَهُ )).
اللهمَّ يسِّرْ لَنا في الأرزاق، وبارِكْ لَنا في أقواتِنا، وقنِّعنا بما رزَقتَنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ همِّنا، ولا تجعلْها تُلْهِنا عن آخِرَتِنا، اللهمَّ جنِّبنَا الكذبَ والغِشَ في مُعاملاتِنا، وارزُقنا الصدقَ والنُّصح، اللهمَّ اجعلْنا مِن الشاكرينَ لنعمَائِك، واجعلْ ما أنعمتَ بِه علينا معونةً لَنا على الخير، ولا تَحرِمْنا خيرَ ما عِندَكَ مِن الإحسانِ بِشرِّ ما عندَنا مِن الإساءَةِ والعِصيان، اللهمَّ ارفعِ الضُّرَ عن المُتضرِّرينَ مِن المسلمين في كلِ مكان، وأصلِحِ الولاةَ والجُندَ والرَّعيَّة، ووفِّقهُم لِمراضِيك، واغفرْ لأمواتِنَا وأمواتِ المسلمين، إنَّكَ سميعُ الدُّعاء، وأقولُ هذا، وأستغفِرُ اللهَ لِي ولكُم.