إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > البدع > خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل صيام شهر الله المحرم ومسائل عن آخر العام وأحكام يوم عاشوراء “. ــ ملف [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل صيام شهر الله المحرم ومسائل عن آخر العام وأحكام يوم عاشوراء “. ــ ملف [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

  • 20 يوليو 2023
  • 4٬328
  • إدارة الموقع

فضل صيام شهر المُحرَّم ومسائل عن آخِر العام وأحكام عاشوراء

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ مُنشِئِ الأيَّامِ والشُّهورِ، ومُفنِي الأعوامِ والدُّهورِ، والصلاةُ والسلامُ على عبدِهِ ورسولِهِ محمدٍ الذي جعلَ اللهُ شانئَهُ هوَ المَبتُورُ، ورضِيَ عن آلِ بيتِهِ وأزواجِهِ وأصحابِهِ وكلِّ مُعتزٍّ بإسلامِهِ فخُور.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمون:

فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بالعملِ بما أمَرَ، والتَّركِ لِمَا نَهَى عنهُ وزَجَرَ، ومُعاملةِ الناسِ بالحقِّ والعدلِ والرَّحمةِ والرِّفقِ واللِّين، ومُجانبَةِ الظُّلمِ والبَغْيِ والعُدوانِ والجَورِ في الخُصومات، ونَبْذِ الفتنِ والفُرْقَةِ والاختلافِ والأهواءِ والبِدَعِ المُضِلَّة، ولُزومِ التوحيدِ والسُّنةِ والجماعةِ والطاعةِ، واجتنابِ الشِّركِ صغيرِهِ وكبيرِهِ، والسَّعْيِّ في الأُلْفَةِ والتآلفِ على الحقِّ والهُدى، ومُحاسبةِ النَّفسِ قبلَ أنْ تُحاسَبَ، فقد قالَ ربُّكم سُبحانَهُ آمِرًا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }، وتَبَصَّروا في هذه الأيَّامِ والشهورِ والأعوامِ، وكيف تَصرَّمَتْ يومًا بعدَ يوم، وذهبَتْ مِن حياتِنا إلى غيرِ رجْعةٍ، ونحنُ لا نَزالُ في غفلةٍ كبيرةٍ عن الآخِرة، وتنافسٍ شديدٍ على الدُّنيا العاجِلةِ، وضَعفٍ في الإقبالِ على اللهِ والإنابةِ إليهِ، وتسويفٍ في التوبةِ، وتقصيرٍ في الأعمالِ الصالحةِ، وتقليلٍ مِن الحسناتِ، وإكثارٍ للسيئاتِ، مع أنَّ أمامَنا يومُ حصادِ الأعمال، يومُ الحسابِ والجزاءِ،: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا }.

أيُّها المسلمون:

لقد دخلتُم في شهرِ اللهِ المُحرَّمِ، أحَدِ الأشهُرِ الأربعةِ الحُرُمِ، شهرٌ شرَّفَهُ اللهُ وفضَّلَهُ، وأضافَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى اللهِ وعظَّمَهُ، فاستَدركِوا فيه ما وقعَ مِن تقصيرٍ فيما مِضَى مِن العُمُرِ بالإكثارِ مِن الصيامِ فيهِ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ ))، بل إنَّ صيامَ يومِ العاشرِ مِنهُ يُكفِّرُ ذُنوبَ سَنةْ كاملة، لِمَا صحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ))، واحْذَروا أنْ تَظلِموا فيه أنفسَكُم بالذُّنوبِ مِن شِركياتٍ وبدعٍ ومعاصي، فقد أكَّدَ ربُّكُم النَّهيَّ لكُم عنها في الأشهُرِ الحُرُمِ ، فقالَ سبحانَهُ: { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، والذُّنوبُ بأنواعِها تَعْظُمُ وتَتغلَّظُ إنْ فُعِلَتْ في زمانٍ فاضلٍ كالأشهرِ الحُرُمِ ورَمضَان، أو مكانٍ فاضلٍ كمَكةَ والمساجدِ، وقد صحَّ عن قتادةَ ــ رحمهُ اللهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّ هِجرَةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن مكةَ إلى المدينةِ لم تكن في شهرِ اللهِ المُحرِّمِ، بل كانتْ في شهرِ رَبيعٍ الأوَّلِ، وهذا القولُ هوَ المشهورُ والمُقرِّرُ في كُتبِ التاريخِ والسِّيَرِ، وفي قولٍ آخَرٍ ضعيفٍ: أنَّها كانتْ في شهرِ صَفَر، ولمَّا احتاجَ الصحابةُ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ إلى تأريخِ كُتُبِهم وعُقودِهِم ومُعاملاتِهِم ومُعاهَداتِهِم اجتمَعُوا وتشاورُوا في زَمَنِ عمر بنِ الخطابِ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ ثمَّ اختارُوا سَنةَ الهِجرَةِ لِتكونَ أوَّلَ السِّنينَ الإسلاميةِ، وشهرَ اللهِ المُحرَّمِ لِيكونَ أوَّلَ شهرٍ في السَّنةِ الهجريَّة.

وإنَّ المُحتفِلَ بذِكرَى الهِجرةِ النَّبويةِ بِلا شَكٍّ لا يَسيرُ على سُنَّةِ النبيِّ ﷺ، ولا على طريقِ الصحابةِ والتابعينَ وأتباعِهم، ولا طريقِ الأئمةِ الأربعةِ، وتلامِذَتِهم، ومَن في أزمِنتِهم، وليسَ بمُتشبِّهٍ بِهِم، لأنَّهم لم يَحتفِلوا، ولا دعوا الناسَ إلى الاحتفالِ، ولا عُرِفَ في أزمِنَتِهم، بل هوَ مُقلِّدٌ للكُفارِ، فهُم مَن جرَتْ عادَتُهم على الاحتفالِ بالحوادثِ والوقائعِ وتغيُّراتِ الأحوال، أو مُقَلِّدٌ للباطنيةِ الشِّيعةِ الرَّوافِضِ الخوارِجِ، فقد ذَكرَ مُؤرِّخُ مِصْرَ المَقرِيزِيُّ أنَّ الاحتفالَ برأسِ السَّنةِ الهجريةِ كان مِن جُملةِ احتفالاتِ دولَتِهِم المُسمَّاةِ بالفاطِميَّةِ العُبيدِيَّة، وقد حذَّرَ النبيُّ ﷺ وزجَرَ عن التشبُّه بأفعالِ جميعِ أهلِ الضَّلالِ، حيثُ ثبَتَ أنَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّ مِن البِدَعِ المُحرَّمَةِ في شريعةِ الإسلامِ: تخصيصَ وتمييزَ آخِرِ أو أوَّلِ جُمعةٍ مِن العامِ بمزيدِ عباداتٍ على باقي الأيامِ، أو تخصيصَ وتمييزَ آخِرِ يومٍ مِن العامِ أو أوَّلِ يومٍ مِنهُ بدعاءٍ أسْمَوهُ دعاءَ آخِرِ العامِ أو دعاءَ أوَّلِ السَّنة، يُدعَى بِهِ في آخِرِ سجدةٍ أو بعدَ الركوعِ مِن آخِرِ صلاةٍ في العامِ المُنتَهِي أو أوَّلِ صلاةٍ في العامِ الجديدِ، وقد يُدعَى بِهِ في أماكنِ الاحتفالِ بِذِكْرى الهجرةِ أو يَتناقلُهُ ويَنشُرُهُ الجاهلونَ بدِينِ اللهِ عبْرَ مواقعِ الإنترنت، وبرامجِ التواصلِ الاجتماعيِّ المُتعدِّدةِ في الهواتف، وهذا التخصيصُ: مُحرَّمٌ وضَلالٌ بيِّنٌ، لأنَّهُ لم يأتِ في القرآنِ، ولا في السُّنةِ النبَّويةِ، ولم يَفعلْهُ الصحابةُ، ولا مَن بعدَهُم، ولا قرَّرَهُ أئمَّةُ المذاهبِ الأربعةِ وتلامذَتُهُم، ومَن في أزمِنَتِهم مِن أئمِّةِ الفقهِ والحديث، وإرسالُ الرَّسائلِ في الدعوةِ إليهِ يُعتبَرُ مِن إشاعةِ البِدعِ المُحرَّمَةِ في الناسِ، وتَلْحَقُ المُرسِلَ آثامُ مَن عمِلَ بما أرسَلَ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ))، بل إنَّ يومَ الجُمعةِ يومٌ فاضِلٌ مُعظَّمٌ، ويومُ عيدٍ للمسلمينَ، ومع ذلكَ نهَتِ الشريعةُ عن تخصِيصِهِ بشيءِ لم يأتِ عنها وفيها، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ )).

أيُّها المسلمون:

إنَّه لا علاقةَ بينَ صومِ يومِ عاشوراء ومَقتلِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ ــ رضي الله عنهما ــ، لأنَّ صومَ واسْمَ يومِ عاشوراء كانَ معروفًا مِن زَمَنِ الجاهليةِ، قبْلَ مبْعَثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ونَصومُهُ نحنُ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَرَعَ لَنَا صيامَهُ، ولو لم يَشْرَعْهُ في سُنَّتِّهِ لَمَا صُمناهُ، لأنَّ العباداتِ لا تُتلقَّى ولا تُؤخَذُ إلا مِنهُ صلى الله عليه وسلم، وقد صحَّ أنَّ عائشةَ ــ رضيَ اللهُ عنها ــ قالتْ: (( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ))، وقد حِرصَتْ شريعةُ الإسلامِ على تَمايُزِ المُسلمِ عن الكافرِ في أحوالِهِ وأقوالِهِ وأفعالِهِ، فدَعتْهُ إلى مُخالفةِ اليهودِ في الصيامِ، باستحبابِ صيامِ يومِ التاسعِ معَ العاشرِ مِن شهرِ اللهِ المُحرَّمِ، ولِهذا لمَّا أُخْبِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ اليهودَ تصومُ اليومَ العاشرَ فقط، قالَ كما صحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم: (( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ))، وصحَّ أنَّ ابنَ عباسٍ ــ رضيَ اللهُ عنهما ــ قالَ: (( خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ ))، ونحنُ اليومَ ــ وللأسَفِ الشديدِ ــ نَرَى أمرًا سيِّئًا جدًّا مِن جُموعٍ غَفيرةٍ مِن المسلمينَ في شَتَّى الأقطارِ، نَرَى مُسارَعتَهُم إلى مُشابهةِ الكفارِ في أقوالِهِم وأفعالِهِم ولِباسِهِم وأعيادِهِم وعاداتِهِم، نَرَاهُ في الصِّغارِ والشَّبابِ والكِبارِ، وفي الذُّكورِ والإناث.

ربَّنا لا تُزِغْ قلوبَنا بعدَ إذ هَديتَنا، واغفِرْ لَنَا، وارْحَمنا، إنَّكَ أنتَ الوهاب.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ العليِّ الأعلَى، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ عالِمُ السِّرِ والنَّجْوى، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ صاحبُ الشفاعةِ العُظمى.

أمَّا بعد، أيُّها المسلمون:

فإنَّ بعضَ الناسِ في آخِرِ السَّنةِ يَتناقلونَ عبْرَ رسائلِ الجوَّالِ، وبرامجِ التواصُلِ الاجتماعيِّ ومواقعِ الإنترنت رسالةً فيها هذا القولُ: «احرِصْ أنْ تُطوَى صَحِيفةُ أعمالِكَ آخِرَ السَّنةِ: باستغفارٍ وتوبةٍ وعملٍ صالح»، وهذهِ الرِّسالةُ مِمَّا يَحرُمُ إرسَالُهُ ونَشرُهُ في الناس، لِأمورٍ:

الأمرُ الأوَّلُ: أنَّ هذهِ الرَّسالةَ دعوةٌ إلى تخصيصِ وتمييزِ آخِرِ العامِ بشيءٍ مِن العبادات، وهذا التخصِيصُ والتمييزُ لا يُعرَفُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابِهِ، ولا مَن بعدَهُم مِن السَلفِ الصَّالحِ، وبناءً على ذلكَ يكونُ بدعَةً، ويَدخُلُ المُرسِلُ لِهذهِ الرِّسالةِ في قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّحيحِ: (( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ )).

الأمر الثاني: أنَّ القولَ بأنَّ صَحائِفَ الأعمالِ تُطوَى آخِرَ العامِ قولٌ على اللهِ بغيرِ عِلمٍ، والقولُ بغيرِ عِلمٍ مِن كبائرِ الذُّنوبِ، ولا دليلَ عليه، لا مِن القرآنِ ولا السُّنةِ ولا عن الصحابةِ، وإذا كان التأريخُ الهِجريُّ لم يُوضَعْ إلا في عهدِ عمرَ، فيَا أهلَ هذا القولِ: متى كانت تُطوَى صَحائِفُ أعمالِ مَن قبْلَه.

الأمر الثالث: أنَّ المنقولَ عن العلماءِ هوَ: أنَّ صحائِفَ أعمالِ العبدِ تُطوى بالموت، وقد قالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «وإذا انقضَى الأجَلُ رُفِعَ عملُ العُمُرِ كلِّه، وطُويَت صَحيفةُ العمل».

اللهمَّ: جَنِّبْنَا الشِّركَ والبِدعَ والمعاصِي، اللهمَّ أعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عبادَتِكَ، اللهمَّ ثبِّتنا في الحياةِ على طاعتك، وعندَ المماتِ على قولِ لا إلهَ إلا الله، وفي القبورِ عندَ سؤالِ مُنكرٍ ونَكير، اللهمَّ ليِّن قلوبَنا قبلَ أنْ يُليِّنَها الموت، واجعلْها خاشعةً لِذِكرِكَ وما نَزلَ مِن الحقِ، إنَّكَ سميعُ الدعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.