إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > خطبتان مكتوبتان لجمعتين بعنوان: ” وقائع تحصل في الناس والأرض قبل يوم القيامة “. ملف: [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

خطبتان مكتوبتان لجمعتين بعنوان: ” وقائع تحصل في الناس والأرض قبل يوم القيامة “. ملف: [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

  • 4 يوليو 2024
  • 2٬570
  • إدارة الموقع

وقائع تحصل في الناس والأرض قبل يوم القيامة

القسم الأوّل

الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الحَيِّ القيومِ، المُكرِمِ مَن أطاعَهُ، الحليمِ على مَن عصاهُ، الدَّاعِي عبادَهُ إلى التوبةِ والإنابَةِ، والصلاةُ والسلامُ على خاتَمِ أنبيائِهِ، وأكثرِ الأنبياءِ تبعًا يومَ القيامةِ، وأوَّلِ شفيعٍ يَقرَعُ بابَ الجنَّةِ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ:

فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بالعملِ بما فرَضَ عليكُم، واجتنابِ ما نهاكُم عنهُ، والتكميلِ بالسُّننِ المُستحبَّةِ، وتُوبوا إليهِ توبةً نصوحًا، وخافوا غضبَهُ وعقابَهُ كثيرًا، والزَموا التوحيدَ والسُّنةَ والطاعةَ، وتباعَدوا عن الشِّركياتِ والبدعِ والمعاصي، واستمِرُّوا على هذا الحالِ إلى المماتِ، فالموتُ ليسَ عنَّا ببعيدٍ، ووقتُ حصولِهِ بيدِ اللهِ لا بأيدِينا، ولا يأْتِي زمَانٌ إِلا والذي بَعدَهُ شَرٌّ مِنهُ حتى نَلقَى اللهَ، وقد قالَ ربُكُّم ــ عزَّ وجلَّ ــ آمرًا لكُم ومُذكِّرًا ومُرهِّبًا: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }، وقالَ ــ تبارَكَ وتقدَّس ــ آمِرًا وناهيًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.

أيُّها الناسُ:

لقد أخبَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَهُ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ بما يكونَ بينَ يَديَ الساعةِ وهي القيامةُ مِن أمورٍ مُستقبَليَّةٍ، فصحَّ أنَّ عمروَ بنَ أخْطَبٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ»، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا ))، وصحَّ أنَّ حُذيفةَ بنَ اليَمانِ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا: مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ )).

ألَا وإنَّ مِن الأمورِ التي أخبَرَ النبيُ صلى الله عليه وسلم عن وقوعها في المُستقبَلِ:

نقصُ الأعمالِ الصالحةِ مِن الناسِ، وشُحُّهُم بإخراج المالِ في وجُوهِ الخيرِ، وظهورُ الفتنِ فيهِم ومِنهُم وبينَهُم، وكثْرَةُ الاقتتالِ بينَهُم والقتلِ فيهِم حتى لا يَدرَي الإنسانُ لِمَا قتَلَ غيرَهُ، ولِماذا قُتِلَ هوَ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ العَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَ هُوَ؟ قَالَ: «القَتْلُ القَتْلُ» ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

ظهورُ الزِّنَى وشُرْبِ الخمرِ علانيةً في الناسِ، ونَقصِ أعدادِ الرِّجالِ، وكثرةِ أعدادِ النِّساءِ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

تفرُّقُ هذهِ الأُمَّةِ في الدِّينِ إلى ثلاثٍ وسبعينَ فِرقَةٍ، واحدةٌ على الحقِ الذي كانَ عليهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ، والباقِي مِنها على البِدَعِ والضَّلالاتِ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ))، وفي حديثٍ آخَر: (( «كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً»، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

بقاءُ طائفةٍ مِن هذهِ الأُمَّةِ على الدِّين الحقِّ الذي كانَ عليهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ إلى أنْ تقومَ الساعةُ، تعملُ بِهِ، وتدعوا الناسَ إليهِ، وتنشُرُه في الأرضِ، وترُدُّ على مَن خالفَهُ، وعلى مَن لبَّسَ على الناسِ فيهِ، وشوَّهَهُ بالشركياتِ والبدعِ والضَّلالاتِ والجهالاتِ وخاطِئِ الأفعالِ والأقوالِ، وأنَّهُ سيُوجَدُ مِن يُخالِفُهُم ويَعيبُهُم ويُحذِّرُ مِنهُم، وسيوجَدُ مِن يُخَذِّلُهُم عن القيامِ بالحقِّ بالتخويفِ والتزهيدِ وغيرِ ذلكَ، وأنَّهُم سيكونونَ في غُربَةٍ وقِلَّةِ عدَد.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ))، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

وجودُ أقوامٍ وقنواتٍ وجهاتٍ مِن هذهِ الأُمَّةِ وفيها يكونونَ سُعاةً للفتنِ في المسلمينَ وبَينَهُم، يُثيرونَها ويُؤجِّجُونَها ويَزيدونَ في إشعالِهَا واستمرارِها.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( سَتَكُونُ فِتَنٌ: القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

وجودُ دُّعاة إلى جهنَّم في هذهِ الأُمَّةِ، بدعوتِهِمُ الناسَ إلى أسبابِ دخولِ النَّارِ مِن شركيَّاتٍ وبدَعٍ ومعاصٍ وفسادٍ وفُجورٍ وعُرِّيٍ وإرهابٍ وضَلالٍ.

حيثُ صحَّ أنَّ حُذيفةَ بنَ اليَمانِ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حين أخبَرَه ببعضِ ما يَحصلُ لأُمَّتِهِ: (( فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ ))، فقالَ لهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ))، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

تدهُورُ حالِ المسلمينَ وضَعفُهُم والتسليطُ عليهِم إذا وقعُوا في الرِّبا، وآثروا الدُّنيا على الآخِرةِ.

حيثُ ثبتَ أنَّ النبيَ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ )).

اللهمَّ: إنَّا نعوذُ بِكَ مِن الفتنِ ما ظهرَ مِنها وما بَطن، واكفِنَا شَرَّ أنفُسِنا وشَرَّ الشيطانِ وشُرورَ الأعداءِ، إنَّكَ جوادٌ كريم.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ ذِي الجَلالِ والعَظَمَةِ، وصلواتُهُ على خاتَمِ أنبيائِهِ، وأفضلِ خليقتِهِ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ لِقائِه.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ:

فإنَّ مِن الأمورِ التي أخبَرَ النبيُ صلى الله عليه وسلم عن وقوعَها في المُستقبَلِ:

وجُودُ حُكامٍ مسلمينَ يقعُ مِنهُم ظلمٌ ومُحرَّماتٌ واستئثارٌ بالمالِ، وبُيِّن لَنَا النبيُ صلى الله عليه وسلم مع هذا الإخبارِ كيفَ نَقِفُ مع هذهِ الأمورِ، وهؤلاءِ الحُكَّامِ، وأنَّهُ يكونُ بالصبرِ الدائِمِ عليهِم، وأدائِنَا الحقَ الذي يجبُ علينا جهتَهُم مِن السَّمعِ والطاعةِ لهُم في غيرِ معصيةِ اللهِ، وسؤالِ اللهِ ما قصَّروا فيهِ مِن حُقوقِنا.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ» ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

أنَّ بأسَ هذهِ الأُمَّةِ سيكونُ بينَها، بينَ الدُّولِ والبُلدانِ أو الفِرَقِ والجماعاتِ أو القبائلِ والعشائرِ أو الأفراد.

حيثُ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: ((سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا ))، والمُرادُ السَّنةِ: الفقرُ العامُّ الذي يُسبِّهُ القحْط.

هذا وأسألُ الله تعالى: أنْ يُباعدَ بينَنا وبين ما حرَّمَ علينا، وأنْ يُعينَنا على ذِكرِه وشُكرِه وحُسنِ عبادته، اللهمَّ لا تُهلكنا بذنوبِنا وآثامِنا، ولا تُلهِنا بدُنيانا عن دِيننا وآخِرتِنا، اللهمَّ قوِّنا بالاعتصامِ بالتوحيدِ والسُّنة، وباعدَ بينَنا وبينَ الشِّركِ والبدعِ ودعاتِهما، اللهمَّ إنَّا نسألُكَ عِيشةً هنيَّة، ومِيتتةً سوِّية، ومرَدًّا غير مُخْزٍ، اللهمَّ ووفِّق ولاتَنا وجُندَنا لحفظِ الإسلامِ ونُصرَتِه، إنَّكَ سميعٌ مُجيب، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهِ لِي ولَكم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

وقائع تحصل في الناس والأرض قبل يوم القيامة

القسم الثاني

الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الحَيِّ القيومِ، المُكرِمِ مَن أطاعَهُ، الحليمِ على مَن عصاهُ، الدَّاعِي عبادَهُ إلى التوبةِ والإنابَةِ، والصلاةُ والسلامُ على خاتَمِ أنبيائِهِ، وأكثرِ الأنبياءِ تبعًا يومَ القيامةِ، وأوَّلِ شفيعٍ يَقرَعُ بابَ الجنَّةِ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ:

فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بالعملِ بما فرَضَ عليكُم، واجتنابِ ما نهاكُم عنهُ، والتكميلِ بالسُّننِ المُستحبَّةِ، وتُوبوا إليهِ توبةً نصوحًا، وخافوا غضبَهُ وعقابَهُ كثيرًا، والزَموا التوحيدَ والسُّنةَ والطاعةَ، وتباعَدوا عن الشِّركياتِ والبدعِ والمعاصي، واستمِرُّوا على هذا الحالِ إلى المماتِ، فالموتُ ليسَ عنَّا ببعيدٍ، ووقتُ حصولِهِ بيدِ اللهِ لا بأيدِينا، ولا يأْتِي زمَانٌ إِلا والذي بَعدَهُ شَرٌّ مِنهُ حتى نَلقَى اللهَ، وقد قالَ ربُكُّم ــ عزَّ وجلَّ ــ آمرًا لكُم ومُذكِّرًا ومُرهِّبًا: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }، وقالَ ــ تبارَكَ وتقدَّس ــ آمِرًا وناهيًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.

أيُّها الناسُ:

لقد أخبَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَهُ ــ رضيَ اللهُ عنهُم ــ بما يكونَ بينَ يَديَ الساعةِ وهي القيامةُ مِن أمورٍ مُستقبَليَّةٍ، فصحَّ أنَّ عمروَ بنَ أخْطَبٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ»، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا ))، وصحَّ أنَّ حُذيفةَ بنَ اليَمانِ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا: مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ )).

ألَا وإنَّ مِن الأمورِ التي أخبَرَ النبيُ صلى الله عليه وسلم عن وقوعها في المُستقبَلِ:

أنَّ أُمَّتَهُ ستُقلِّد أعداءَها مِن الكفارِ في أفعالِهِم وأقوالِهم وأحوالِهم وعاداتِهِم ومناهِجِهم وتصرُّفاتِهم.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ القُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: «وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ» )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

عدمُ مُبالاةِ بعض أُمَّتهِ بالكسبِ والأكلِ مِن المالِ الحرامِ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي المَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الحَلاَلِ أَمْ مِنَ الحَرَامِ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

أنَّ الدُّنيا ستُفتَحُ على الفقراءِ الذينَ كانوا عُراةً لا لِباسَ يَكفِيهِم، وحُفاةً لا نِعالَ لدَيهِم، ومَن كانوا رُعاةً للبهائِمِ حتى يكونوا رُؤؤسًا في الناسِ، ويتفاخرونَ على غيرِهِم في البُنيانِ وزِينةِ الحياةِ الدُّنيا.

حيثُ صحَّ أنَّ رجلًا قالَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( يَا رَسُولَ اللهَ مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا» ))، وفي لفظ: (( وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِي البُنْيَانِ ))، والبُهْمُ هي: السُّود.

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

خروجِ الخوارجِ التكفيريينَ في هذهِ الأمَّةِ، مع التبَّيينِ لِشيءِ مِن صِفاتِهِم، وبأنَّهُم مِن كِبارِ الضُلَّالِ، وكيفيَةِ التعامُلِ معَهُم، واستمرارِ خُروجِهِم، وذِكر الأجْرِ في القضاءِ عليهم.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا: قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ: قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ ))، وفي حديثٍ نصَّ على ثبوتهِ جمعٌ مِن العلماءِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

أنَّهُ لا يأْتِيعلى الناسِ زمَانٌ إِلا والذي بَعدَهُ شَرٌّ مِنهُ.

حيثُ صحَّ عن الزُّبيرِ بنِ عَدِيٍّ ــ رحمهُ اللهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

تناقُصُ أعدادِ الصالحينِ في الناسِ، وقِلةُ العلماءِ الرَّاسخينَ في الأرضِ، واستبدالُهُم بالجُهالِ في علومِ الشريعةِ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوِ التَّمْرِ لاَ يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَةً» ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

أنَّه سيٌوجدُ في هذهِ الأُمَّةِ مِن يَستحلِ الزِّنَى والرِّبا وشُرْبَ الخمرِ ولُبْسَ الحريرِ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ ))، والحِرَ: كِنايةٌ عن الزِّنَى.

وسُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ، سُبحانَ اللهِ العظيم، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله.

الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ على المحمودِ كلِّ حال، والصلاةُ والسلامُ على النَّبيِّ محمدٍ طيِّبِ الخِصالِ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأبرار.

أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ:

فإنَّ مِن الأمورِ التي أخبَرَ النبيُ صلى الله عليه وسلم عن وقوعَها في المُستقبَلِ:

التَّباهِي والتفاخُرُ في بناءِ وتزيينِ وزَخرَفةِ المساجد.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ ))، وصحَّ أنَّ ابنَ عباسٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

فُشوُّ المالِ، وفُشوُّ التجارةِ، واشتغالُ المرأةِ بالتجارةِ وإعانتُها لِزوجِها فيها، وقِلَّةُ بذْلِ السلامِ بتخصيصِهِ بمَن نَعرف، وضعفُ الصِّلةِ بينَ الأرحامِ؟

حيثُ ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَفْشُوَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ، وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ ))، وثبت أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ، حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

تهاونُ المسلمين بدِينِهِم،وترِكِ الاستقامةِ عليهِ، وضعفِ مُتابعَتِه.

حيثُ ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

ارتكابُ الفواحشِ علانيةً في الطُّرقاتِ كما تفعلُ الحيواناتُ.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ: حَتَّى تَتَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ» فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ ذَاكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ لَيَكُونَنَّ» )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

تبرُّجُ وسُفورُ النساءِ والتَّعرِّي الكبيرِ مِنهُنَّ أمامَ الرَّجالِ الأجانبِ، وغيرِهِم.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا )).

ومِن الأمورِ التي أخبَرَ عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا:

ضعفُ الأمانةِ في الناسِ، وقِلَّةُ الأُمَناءِ في الأرض.

حيثُ صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ عن رفعِ الأمانةِ مِن الناسِ: (( يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ،..، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدُهُمْ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا )).

هذا وأسألُ اللهَ: أنْ يجعلَنا مِن الذَّاكِرينَ الشاكرينَ المُتقبَّلةِ أعمالُهم، اللهمَّ قِنَا شرَّ أنفسِنا والشيطانِ، واغفر لنَا ولِوالِدِينا وجميعِ أهلِينا، اللهمَّ خفِّفْ عن المسلمينَ ما نزلَ بِهم مِن ضُرٍّ وبَلاءٍ، وأعِذْنا وإياهُم مِن الفتنِ ما ظهرَ مِنها وما بطَن، وأبعِدْ عن الفسادِ والمُفسِدينَ أبناءَنا وبناتَنَا، وسدِّد إلى الخيرِ ولاتَنا ونُوَّابَهم، إنَّكَ سميعُ الدَّعاء، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم