تعظيم قدْر صلاة الفريضة
الخطبة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ الذي لم يَخلُقِ الإنسَ والجِنَّ إلَّا لِعبادتِهِ، وأوجَبِها عليهِم أجمعينَ، وأعدَّ لهُمُ الجنَّة ثوابًا والنَّار عقابًا في الآخِرةِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الصادِقُ الأمينُ والأوَّابُ المُنِيبُ، اللهمَّ فصَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِه.
أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ:
فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بإقامتِكُم لِصلاةِ الفريضةِ في وقتِها، ومع جماعَتِها، وبشُروطِها وأركانِها وواجباتِها وسُنَنِها، والطُّمأنينَةِ والخشوعِ فيها، فقد قالَ اللهُ سُبحانَهُ آمِرًا لكُم: { وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }، وقالَ تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }، وقالَ سُبحانَهُ مُبشِّرًا: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }.
فإنَّ الصلاةَ المَفروضةَ رُكنُ الإسلامِ الأعظمِ بعدَ الشهادتينِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ )).
والصلاةُ عِمادُ الدِّينِ، لِمَا ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( رَأسُ الأمْر الإسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ )).
والصلاةُ آخِرُ عُرَى الإسلام نقضًا وذهابًا، لِمَا ثبتَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ )).
والصلاةُ أوَّلُ عملٍ يُحاسَبُ عليهِ العبدُ يومَ القيامةِ، لِمِا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ )).
والصلاةُ ترْكُها كُفرٌ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ )).
والصلاةُ مِن آخِر وصَايا النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأُمَّتهِ، لِمَا ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في مرَضِ موتِهِ: (( الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )).
والصلاةُ فُرِضِتْ على العِبادِ في السِّماءِ ليلةَ الإسراءِ والمِعراجِ، لِمَا صحَّ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ قالَ لِلنبيِّ صلى الله عليه وسلم بعدَ المُراجعةِ في تخفيفِ عددِها: (( إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ )).
والصلاةُ لا تسقطُ حتى في حالِ المرضِ والخوفِ الشَّديدَينِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ))، وقالَ اللهُ سُبحانَه: { فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا }.
والصلاةُ يُؤمَر بِها الصِّغارُ، ويُضرَبونَ عليها في سِنٍّ مُعيَّنٍ، فكيفَ بالكِبار البالِغينَ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ )).
والصلاةُ كانَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُقاتِلُ الناسَ عليها، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ )).
وأهلُ الصلاةِ نُهِىَ قتلِهِم، لِمَا صحَّ: (( أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «أَلَيْسَ يُصَلِّي؟»، قَالَ: بَلَى، وَلَا صَلَاةَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللهُ عَنْهُمْ» )).
وإقامةُ الصلاةِ مُحرِّمَةُ للخروجِ على الحُكامِ الظالمينَ وقِتالِهِم، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُونَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: لَا مَا صَلَّوْا )).
والتَّقرُّبُ بصلاةِ الفريضةِ مِن أحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ، لِمَا صحَّ أنَّ اللهَ تعالى قالَ: (( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه))، وصحَّ أنَّ ابنَ مسعودٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» )).
والصلاةُ تشهدُها الملائكةُ مع النَّاسِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ العَصْرِ وَصَلاَةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ )).
والصلاةُ قُرَّةُ عَينِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وموضِعُ راحتِهِ، ومحَلُّ فزَعِهِ عندَ حُزْنِهِ وكَرْبِهِ وانشغالِ فِكرِهِ بأمرٍ، لِمَا ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ))، وثبت أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( يَا بِلَالُ: أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا ))، وثبتَ عن حُذيفة ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى ))، وثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ عن الأنبياءِ: (( وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ )).
والمُحافظةُ على صلاتَيِّ الفجرِ والعصرِ نجاةُ مِن النَّار، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا )).
ومَن ترَكَ صلاةَ العصرِ حَبِطَ عملُهُ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ )).
ومَن ترَكَ صلاةَ فريضةٍ مُتعمِّدًا بَرِئَتْ مِنهُ ذِمَّةُ اللهِ، لِقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( لَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ ))، ونصَّ على ثُبوتهِ العلامةُ الألبانيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ، وغيرُه.
وجهنَّمُ لا تأكلُ أثَرَ سجودِ العبدِ لِربِّهِ في صلاتِهِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ )).
وصلاةُ الضُّعفاءِ مِن النَّاسِ مِن أسبابِ النَّصرِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ: بِضَعِيفِهَا، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ )).
والمُصلِّي لهُ ذِمَّةُ اللهِ ورسولِهِ, أي: عهدُهُ وأمانُهُ وضَمانُهُ، ولا يجوزَ أنْ يُغدَرَ بِهِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ )).
والصلاةُ قد هَمَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنْ يُحرِّقَ بُيوتَ مَن لا يَشهدونَها عليهِم، لِمَا صحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ )).
والمُصلِّي في صلاتِهِ يُناجِي ربَّهُ سُبحانَهُ، وهوَ في أقرَبِ حالٍ إليهِ، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ )).
والصلواتُ الخمسُ مَن حافظَ عليهِنَّ لم يُكتبْ مِن الغافلينَ، ولهُ عهدٌ عندَ ربِّهِ بدخولِ الجنَّةِ، لِمَا ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ))، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا جَاءَ وَلَهُ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ )).
هذا، وأسألُ اللهَ: أنْ يجعلَنا مِن التائِبينَ المُصَلِّين الخالِدِينَ في الجنَّاتِ.
الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ العليِّ الأعلَى، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ محمدٍ المُرتضْى.
أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ:
فإنَّ أهلَ النَّار لمَّا سُئِلوا عن سببِ دُخولِهمُ إليهَا: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } بَدؤوا بترْكِ الصلاةِ، فقالوا: { لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }.
وتوعَّدَ اللهُ المُضَيِّعينَ للصلاةِ بوعيدٍ شديدٍ، فقالَ سُبحانَهُ: { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }، وفسَّرَ أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم السَّهوَ عن الصلاةِ بتأخيرِها عن وقتِها، فثبَتَ أنَّهُ قيلَ لِسَعدِ بنِ أبي وقاصٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ: (( أَرَأَيْتَ قَوْلَ الله: { الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } أَيُّنَا لَا يَسْهُو؟ أَيُّنَا لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الْوَقْتِ، يَلْهُو حَتَّى يَضِيعَ الْوَقْتُ» ))، وقالَ اللهُ تعالى مُتوَعِّدًا: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }، ونُقِل عن السَّلفِ مِن الصحابةِ فَمَن بعدَهُم: أنَّ إضاعتَهُم الصلاةَ إنَّما كانتْ بتأخيرِهِم لَهَا عن وقتِها، وثبتَ عن ابنِ مسعودٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ: (( فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { فَسَوْفَ يلْقُونَ غَيًّا }، قَالَ: «وَادٍ فِي جَهَنَّمَ خَبِيثُ الطَّعْمِ بَعِيدُ الْقَعْرِ» )).
والصلاةُ ثقيلةٌ على المُنافقين، وهُم كُسَالَى عندَ أدائِها، لِقولِ اللهِ سُبحانَهُ عنهُم: { وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا }، وثبتَ عن ابنِ مسعودٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّهُ قالَ عن صلاةِ الجماعةِ: (( وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ )).
اللهمَّ: ارفعِ الضُّرَّ عن المُتضرِّرينَ مِن المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، اللهمَّ: وفِّقْ حُكَّامَ المسلمينَ إلى صلاحِ وإصلاحِ الدِّينِ والدُّنيا والعِبادِ والبلادِ، اللهمَّ: ارحمْ موتانا وموتَى المسلمينَ، وارزُقْهُم النَّعيمَ في قُبورِهِم، واختِمْ لَنَا ولهُم برضوانِكَ والجنَّة، اللهمَّ: اجعلنا مِن المُصَليِّنَ، ومِن المُحسِنينَ، ومِن المُتَّقِينَ، اللهمَّ: اغفِرْ لَنَا ولأهلِينا وللمسلمينَ أجمعينَ، وتُبْ علينَا قبلَ موتِنا، إنَّكَ سميعٌ مُجِيبُ، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.