إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > المقالات > الفقه > خطبة مكتوبة بعنوان: ” الميراث بين العدل والظلم وبعض ما يتعلق بشهر رجب ” ملف [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” الميراث بين العدل والظلم وبعض ما يتعلق بشهر رجب ” ملف [ word – pdf ] مع نسخة الموقع.

  • 2 يناير 2025
  • 1٬519
  • إدارة الموقع

الميراث بين الظلم والعدل وبعض ما يتعلق بشهر رجب

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ الذي أعطَى كُلَّ شيءٍ حقَّهُ، وحرَّمَ الظُّلمَ على نفسِهِ وبينَ عبادِهِ مُحرَّمًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الآمِرُ بالعدلِ والإحسانِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المَبعوثُ بالسُّنَّةِ والقرآنِ، اللهمَّ فصَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أهلِ التُّقَى والرِّضوان.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمونَ:

فإنَّ مِن أعظمِ وأكرَمِ الحقوقِ حقَ ذَوي القُربَى واليَتَامَى، ولِهذا ذكَرَهُ اللهُ بعدَ حقِّهِ بتوحيدِهِ وعدَمِ الشِّركِ بِهِ في عبادَتِهِ، فقالَ ــ جلَّ وعلا ــ: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى }، وإنَّ مِن أفضلِ المالِ أجْرًا وبَرَكَةً ونفعًا المالَ الذي يُنفَقُ لِسَدِّ حاجَةِ القرَابَةِ واليَتامَى، فقد قالَ اللهُ سُبحانَهُ: { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى }، وثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ ))، وصحَّ أنَّ أبا طلحَةَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( أَرَى رَبَّنَا يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا فَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي لِلَّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ» ))، وإنَّ مِن أشَرِّ وأقبَحِ وأضَرِّ المالِ على العبدِ مالًا لِقريبٍ أو يَتيمٍ أو امرأةٍ قد أكلَهُ بغيرِ حقٍّ، بل بوجِهٍ حرامٍ، فكيفَ إذا كانتِ المرأةُ واليتيمُ مِن قرابتِهِ وأهلِهِ، حيثُ قالَ اللهُ تعالى قبلَ آيةِ المِيراثِ مُتوعِّدًا: { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا }، وثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ ))، أي: عُودَ سِواكٍ، وثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ ))، وصحَّ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ )).

أيُّها المسلمونَ:

إنَّ الرِّزقَ بيدِ اللهِ وحدَهُ، ومِن عندِه يُبتَغى، حيثُ قالَ اللهُ تعالى آمِرًا: { فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ }، وهوَ ــ جلَّ وعلا ــ يُوسِّعُهُ على مَن يشاءُ مِن عبادِهِ، وفاضلَ بينَهُم فيهِ، لِقولِهِ سُبحانَهُ: { اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ }، وقولِهِ تعالى: { وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ}، ولنْ تعيشَ نفسٌ إلا برزْقٍ قلَّ أو توسَّطَ أو كثُرَ، وقد ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في تَطمِينِنا: (( إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ ))، وليسَ لِلمؤمنِ إلا الرِّضا بما كُتبَ لهُ مِن رِزق.

وإنَّ اللهَ ــ تبارَكَ وتقدَّسَ ــ قد تفضَّلَ على عِبادِهِ ورَحمَهُم بأنْ جعلَ الميراثَ مِن أسبابِ الرِّزقِ الكُبرىَ لهُم وبينهُم إلا الأنبياءَ فإنَّهُ لا يَرِثُهُم أحدٌ مِن قرابتِهِم، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ))، وإرثُ سليمانَ مِن داودَ ــ عليهِما السلامُ ــ إنَّما هوَ العلمُ والنُّبوةُ والمُلكُ والحُكم.

وقد حدَّدَ اللهُ تعالى نَصيبَ كُلِّ وارثٍ فأنزَلَ آياتٍ تُبيِّنُ أنصِبَةَ الورَثَةِ لِتقنعَ نُفوسُهُم، وتَأتلِفَ قلوبُهُم، ولا يَختلِفوا ويَتفرَّقوا ويَتباغَضوا ويَتدابَروا ويَتقاطعوا، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ عن مالِ الإرثِ: (( اقْسِمُوا الْمَالَ بَيْنَ أَهْلِ الْفَرَائِضِ عَلَى كِتَابِ اللهِ، فَمَا تَرَكَتِ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ ))، وحرَّمَ اللهُ على المُوَرِّثِ أنْ يُفضِّلَ بعضَ ورثَتِهِ ذُكورًا أو إناثًا على بعضٍ بالوصِيَةِ بقدْرٍ زائدٍ مِن الإرثِ، لِمَا ثبتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ))، ومُنِعَ مِن هذهِ الوصِيَّةِ لأنَّهُا تَعَدٍّ على حُدودِ اللهِ، وعِصيانٍ لِشريعتِهِ، وظُلْمٍ للورثَةِ، وتُضعِفُ بِرَّ الورثَةِ بِالمُورِّثِ بعدَ موتِهِ، وتُبغِّضُ الورثَةَ إلى بعضٍ، ويُحصلُ بينَهُم بسَبِبها طعنٌ وقطيعةٌ وهجْرٌ، ولا يجوزُ لأحدٍ أنْ يَشهدَ على مِثلِ هذهِ الوصيةِ، لأنَّهُ يُعِينُ المُوصِيَ على ظُلمِ ورثتِهِ، وقد صحَّ أنَّ رجلًا وهَبَ أحدَ أولادِهِ شيئًا ثُمَّ أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُشهِدَهُ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: ((أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ))، فإنْ ماتَ المُوصِي وعلِمَ بجورِ وصِيَّتِهِ ورَثَتِهِ فرَضُوا وسمَحُوا عن طِيبِ نفسٍ مِنهُم ورِضًا لا إكراهَ فيهِ ولا إحراجَ ولا تَخجيلَ جازَ إمضاءُ الوصيةِ على ما قالَ لِتنازُلِهِم عن حقِّهِم، وإنْ لم يَأذَنوا لم تُنفَّذُ وصِيَّتُهُ باتفاقِ العلماء.

اللهمَّ: فقِّهنا في الدِّين، وجنِّبنا الحرامَ، وتُبْ علينا، إنَّكَ أنتَ التوابُ الرحيم.

الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمدُ للهِ المحمودِ على كلِّ حالٍ، وصلاتُهُ وسلامُهُ على كلِّ نبيٍّ لهُ وأتبَاع.

أمَّا بعدُ، أيُّها المسلمونَ:

فاتقوا اللهَ حقَّ تقواهُ، فإنَّ الخيرَ الجَزيلَ في الدُّنيا والآخِرةِ يَحصُلُ بتقواهُ، بالعملِ بأوامِرهِ واجتنابِ ما نَهَى عنهُ، وحاسِبُوا أنفُسَكُم قبلَ أنْ يُحاسِبَكُم جبَّارُ السماواتِ والأرَضِينَ، فقد قالَ تعالى آمِرًا وناهيًا ومُرهِّبًا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

أيُّها المسلمونَ:

لَقد دخلتُم في شهرِ رجبٍ أحدِ الأشهرِ الأربعةِ الحُرُم التي نَهَى اللهُ أنْ نَظلِمَ فيهِنَّ أنفُسَنَا بالسَّيئاتِ مِن شِركيَّاتٍ وبِدَعٍ ومعاصِي، فقالَ سُبحانَهُ: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، والسيئاتِ تَعظُمُ وتتغلَّظُ في كلِّ زمانٍ أو مكانٍ فاضِل، وقد ثبتَ عن قتادةَ أنَّهُ قالَ: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا )).

وإنَّ تعظيمَ رجبٍ بتخصيصِه بالصيامِ والصَّلواتِ والأدعيةِ والاحتفالاتِ وغيرِها ليسَ مِن أمرِ الإسلامِ، ولا عليهِ سُنَّةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ، بلْ هوَ مِن أمرِ الجاهليةٍ، وقد صحَّ عن خَرَشَةَ بنِ الْحُرِّ أنَّهُ قالَ بشأنِ مُخصِّصِيِّ شهرِ رجبٍ بالتعظيمِ والصومِ: (( رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ يَضْرِبُ أَكُفَّ النَّاسِ فِي رَجَبٍ حَتَّى يَضَعُوهَا فِي الْجِفَانِ، وَيَقُولُ: كُلُوا, فَإِنَّمَا هُوَ شَهْرٌ كَانَ يُعَظِّمُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ ))، وقالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العَسْقلانيُّ الشافعيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «لم يَرِدْ في فضلِ شهرِ رجَبٍ ولا صيامِه ولا صيامِ شيءٍ مِنهُ مُعيَّنٍ ولا قيامِ ليلةٍ مخصُوصةٍ فيه: حديثٌ صحيح»، وقالَ الحافظُ ابنُ رجبٍ الحنبليُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «لم يَصِح في فضلِ صومِ رجبٍ بخُصوصِهِ شيءٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ»، وأمَّا مَن كانتْ عادَتُهُ صيامِ جميعِ أشهُرِ السَّنةِ: فلا حرَجَ أنْ يصومَ عادتَهُ في رجَبٍ، لأنَّه لم يَقصِدْ بالصيامِ تخصيصَهُ وتعظيمَهُ.

وقالَ الفقيهُ ابنُ العطَّارِ الشافعيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ عن صلاةَ الرَّغائِب التي تُؤدَّى في ليلةِ أوَّلِ جُمعةٍ مِن رجب ما بينَ المغربِ والعشاءِ: «والأحاديثُ المَرويةُ في فضلِها كلٌّها موضوعةٌ باتفاقِ أهلِ النَّقلِ والعدالةِ»، وقالَ الحافظُ ابن رجبٍ الحنبليُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «لم يَصِح في رجبٍ صلاةٌ مخصوصةٌ تَختَصُّ بِهِ، والأحاديثُ المَروِيةُ في فضلِ صلاةِ الرَّغائِبِ كذِبٌ وباطلٌ لا تَصِحُ، وهذهِ الصلاة: بدعةٌ عندَ جُمهورِ العلماء».

أيُّها المسلمونَ:

إنَّ حادثةَ الإسراءِ والمِعراجِ حادثةٌ عظيمةٌ وآيةٌ كبيرةٌ ومُعجزةٌ باهِرةٌ، وقد جاءَ إثباتُها في القرآنِ والسُّنةِ النَّبويةِ وأجمعَ العلماءُ عليها، ولم يَصحَّ في تَعيينِ وقتِ وقوعِها حديثٌ واحدٌ ولا أثرٌ، لا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابِه ولا التابعينَ، واختلَفَ العلماءُ في تحديدِ زمَنِ وقوعِها اختلافًا كبيرًا، وقالَ الفقيهُ ابنُ دِحْيَةٍ المالكيُّ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «ذَكرَ بعضُ القُصَّاصِ أنَّ الإسراءَ كان في رجبٍ وذلكَ عندَ أهلِ التعديلِ والتجريحِ عَينُ الكذِبِ»، وقالَ الفقيهُ ابنُ العطَّارِّ الشافعيُ ــ رحمهُ اللهُ ــ: «ذَكرَ بعضُهم أنَّ المِعراجَ والإسراءَ كانَ فيهِ، ــ أي: في رجبٍ ــ، ولم يَثبُتْ ذلك»، وهذا الاختلافُ يَكفِي: كلَّ حريصٍ على دِينِهِ بأنْ لا يكونَ مِن المُحتفِلينَ بليلةِ الإسراءِ والمِعراجِ ولا المُجتمِعينَ مع أهلِها ولا الدَّاعينَ إلى ذلكَ ولا المُبارِكِينَ بِهِ ولا الدَّاعِمينَ بمالٍ وطعامٍ وشرابٍ ومكانٍ لأهلِهِ، ويَكفِيهِ أيضًا: في إبطالِ الاحتفالِ والإنكارِ على أهلِه أو مَن يُسهِّلُ فِعلَهُم ويُهوِّنُ شأنَهُ، فكيفَ إذا اجتمعَ مع ذلكَ تَرْكُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ التابعينَ والأئمةِ الأربعةِ لَه.

اللهمَّ: اغنِنا بالحلالِ عن الحرامِ، ويسِّرْ لَنَا الأرزاقَ، وبارِكْ لَنَا في أقواتِنا وأوقاتِنا وأعمارِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ همِّنا، ولا تُلهِنا بحُطامِها عن آخِرتِنا، ووفِّقنا لِمَا يَنفعُنا في مَعادِنا، اللهمَّ: جنِّبنا الشركَ والبدعَ والمعاصِي، وارزُقنا لُزومَ التوحيدِ والسُّنةِ إلى المَماتِ، اللهمَّ: ارفعِ الضُّر عن المُتضرِّرينَ مِن المسلمينَ في كلِ مكانٍ، وسدِّدِ الولاةَ ونُوابَهُم وجُندَهُم إلى مراضيكَ، إنَّكَ جوادٌ كريمٌ، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.