تَهنِئةُ المُوحِّدِين بِتَعدِيد فَضائِل اجتِنَاب الشِّرك باللَّه فِي عِبادَتِه
الحمدُ لله الملك العزيز العلَّام، العليِّ العظيم، الكريم السَّلام، غافر الذَّنب وقابل التوب من جميع الآثام، أحمده سبحانه على ما اتَّصف به من صفات الجلال والإكرام، وأشكره على ما أسداه من جزيل الفضل والإنعام.
وأشهد أن لا إله إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، شهادةً أرجو بها الفَوز بِدَار السَّلام.
وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، الذي أظهر الله به الإيمان والإسلام.
اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمَّد، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلِّم تسليمًا كثيرًا على مرِّ الأعوام.
أمَّا بعد، يا أهل الإسلام والسُّنَّة – جعلكم الله من أهل التَّوحيد الذين لا يشركون به شيئًا حتَّى يلقَوا ربَّهم –:
يسعدني في هذه الليلة؛ ليلة الخميس الثَّاني عشر من شهر صفر من العام ستٍّ وثلاثين بعد الأربعمئة وألف من الهجرة النَّبويَّة، أن ألتقي بكم في محاضرةٍ تحمل هذا العنوان:
” تهنئة الموحِّدين بتعديد فضائل اجتناب الشِّرك بالله في عبادته “.
وأسأل الله الكريم أن ينفعني وإيَّاكم بها في الدُّنيا والآخرة؛ إنَّه سميع الدُّعاء.
وسوف يكون الكلام عن هذا الموضوع – بإذن الله تعالى – في خمس وقفاتٍ؛ ليسهُل ضبطها، وتُتَمعَّن جيدًا، ويُلتفَت إليها ببصيرةٍ وقلبٍ مُتيقِّظ.
فأقول مستعينًا بالله – جلَّ وعلَا – وهو المعين وحده، وعليه المعتمد، ومنه المستمد:
الوقفة الأولى: عن المراد بالتَّوحيد والعمل به والشِّرك واجتنابه.
إنَّ التَّوحيد هو أوَّلُ واجبٍ وأوجَب عبادةٍ كتبها الله تعالى على عباده من الإنس والجنِّ، وأعظم طاعةٍ، وأجلُّ حسنةٍ، وأفضل قُربة.
والتَّوحيد هو: إفراد الله وحده بجميع العبادات.
فلا تُصلِّ ولا تصوم ولا تحج ولا تذبح ولا تُنذر إلَّا له..
ولا تطوف إلَّا له..
وأين يكون طوافك هذا؟
إنَّه حول بيته الحرام..
حول الكعبة المعظَّمة..
حول البيت المطهَّر العتيق..
لا حول قبر أحدٍ من الخَلْق وضريحه..
أو مزاره ومَشهده..
أو قُبَّته وعَتبَته..
ولا تتوجَّه بعبادة الدُّعاء وتَصرِفها إلَّا إليه وحده..
فتستغيث به وحده..
وتستعيذ به وحده..
وتطلب المدد والعَون والنُّصرة منه وحده..
وتسأل الشَّفاعة والعافية منه وحده..
وتسأله وحده تفريج الكُرَب وإزالتها..
ولا تدع بجَلب أيِّ نفع أو دفع أيِّ ضُرٍّ إلَّا إيَّاه..
ولا تطلب شفاعة أحدٍ لك يوم القيامة إلَّا منه..
فطلبُ الإعانة والإغاثة والإعاذة، والمدد والتَّفريج والنُّصرة والشِّفاء، وإزالة الهموم وقضاء الحوائج ودفع الضُّر دعاءٌ، والدُّعاء عبادةٌ؛ والعبادة لا تُصرَف إلَّا لله وحده، وقد صحَّ عن النَّبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّه قال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»([1]).
وإنَّ الشِّرك هو أشدُّ محرَّم حرَّمه الله على عباده، وأعظم سيَّئةٍ، وأكبر خطيئةٍ، وأشنَع معصيةٍ، وأقبَح خطيئةٍ.
والشِّرك هو: صَرْفُ العبادة أو شيءٍ منها لغير الله تعالى.
فالشِّركُ يقع بصَرْف أيِّ عبادة لغير الله تعالى، سواء كانت عبادة دعاء، أو عبادة ذبح، أو عبادة نذر، أو عبادة طواف، أو عبادة صلاة، أو عبادة حجٍّ، أو غيرها من العبادات.
وإنَّ من أكثر صور الشِّرك المنتشرة بين كثيرٍ من النَّاس في الماضي والحاضر صَرْف عبادة الدُّعاء للملائكة، أو الأنبياء والرُّسل، أو الأولياء والصَّالحين، أو الأصنام، أو الأشجار أو النَّار، أو الكواكب، أو بعض الحيوانات كالبقر، أو غيرهم من المخلوقات!
فهذا يصرفها لرسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ فيقول وهو يدعوه: فَرِّج عنَّي يا رسول الله! يا رسول الله اشفع لي يوم القيامة!
وذاك يصرفها للبدوي، فيدعوه قائلاً: مَدَد يا بدوي!
يعني: أمدَّنا بالعَون والنُّصرة وما نريد.
وآخر يصرفها للجَيْلاني، فيقول في دعائه له: أغثني يا جَيْلاني!
وهذه تصرفها للحسين، فتقول: اشفني يا حسين! أجِرنا من النَّار يا حسين!
وأخرى تصرفها لزينب، فتقول: ادفَعي عنِّي يا زينب!
وذاك يصرفها للعَيدرُوس، فيقول: ادفَع عنَّا يا عَيدرُوس!
وذاك يصرفها للميرغني، فيقول: اكشِف ما بنا يا ميرغني!
وذاك يصرفها للرِّفاعي، فيقول: شيءٌ لله يا رفاعي!
وهكذا …!!!
والله – جلَّ وعلَا – قد نهَى وزجر جميع الخَلْق عن ذلك؛ فقال سبحانه في سورة الجنِّ: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }.
أي: لا تدعو معه أيَّ أحدٍ لا ملَكًا مُقرَّبًا، ولا نبيًّا مُرسلًا، ولا وليًّا صالحًا ولا صنمًا ولا شجرًا ولا غيرهم.
بل وبيَّن سبحانه أنَّ هؤلاء المخلوقين الذين تُصرَف لهم عبادة الدُّعاء مع الله ويشركون فيها معه عبادٌ له مثل الدَّاعِين لهم، ومطلوبٌ منهم أن يصرفوا عبادة الدُّعاء له وحده كباقي الخَلْق؛ فقال – عزَّ وجلَّ -: { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ }.
ولـمَّا وصل أبو سفيان بن حرب – رضي الله عنه – إلى بلاد الشَّام، قُبيل إسلامه، دعاه ملِك الرُّوم هرقل إلى مجلسه، ثمَّ سأله عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، وقال له: «مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَةِ» وقد أخرجه البخاريُّ في «صحيحه»([2]).
ويعني بقوله: «اعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» أي: اصرِفوا جميع عباداتِكم لله وحده، ولا تشركوا معه أحدًا من المخلوقات في شيءٍ منها..
لا عبادة الدُّعاء.
ولا عبادة النَّذر..
ولا عبادة الطَّواف..
ولا عبادة الذَّبح..
ولا عبادة الصَّلاة..
ولا عبادة الحجِّ..
ولا غيرها من العبادات.
فمَن صَرَف جميع عباداته لله وحده فهو موحِّدٌ لربِّه وهو من أهل التَّوحيد.
ومَن صَرَف عبادته أو شيئًا منها – حتَّى ولو كانت عبادةً واحدةً لغير الله تعالى – فهو مشركٌ ومن أهل الشِّرك.
الوقفة الثانية: عن قِلَّة المُكْرَمين من ربِّهم سبحانه باجتناب الشِّرك به في عبادته.
إنَّ أكثر مَن يؤمن بالله – عزَّ وجلَّ – مِن أهل الأرض..
وأنَّه ربُّه وربُّ جميع الخَلْق..
وخالقه وخالق كلِّ شيء..
ورازقه ورازق جميع النَّاس..
وأنَّه المالك لكلِّ شيء..
والمتصرِّف فيه بما يريد..
والقائِم على كلِّ نَفْسٍ..
والمُحِيي والمميت لكلِّ أحدٍ من الخَلْق..
يقعُون في الشِّرك بالله – سبحانه وتعالى -؛ فيصرفُون بعض عباداتهم لغير ربِّهم سبحانه، وقد قال الله – جلَّ وعلَا – في أواخِر سورة يوسف – عليه السَّلام – في تبيِّين هذا الأمر لنا: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }.
نعم! هو مع هذا الإيمان ليس بمُوحِّدٍ ولا من الموحِّدين..
بل هو مشركٌ ومن المشركين؛ لأنَّه قد أشرك المخلوقين مع الله في عبادته.
فهو يصرفُ بعض عباداته لربِّه وبعضها لغيره!
يصرفها لله وللمسيح ابن مريم – عليه السَّلام -!
أو لله والملائكة – عليهم السَّلام -!
أو لله وبعض الصَّالحين!
أو لله والجنِّ!
أو لله والأصنام!
أو لله والنَّار!
أو لله والكواكب!
أو لله وبعض الأشجار!
أو لله وبعض البقر!
وهكذا…!!!
ولا يخرجُ الإنسان من الشِّرك إلى التَّوحيد ويكون مؤمنًا موحِّدًا من أهل الجنَّة لا النَّار إلَّا بِصَرف جميع عباداته لله وحده.
وقد صحَّ عن ابن زيدٍ – رحمه الله – أنَّه قال عند هذه الآية: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } قال: (( لَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ إِلَّا وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ، وَيَعْرِفُ أَنَّ اللَّهَ رَبَّهُ، وَأَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ، وَهُوَ يُشْرِكُ بِهِ، أَلَا تَرَى كَيْفَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: { قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ } قَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ رَبَّ الْعَالَمِينَ مَعَ مَا يَعْبُدُونَ، قَالَ: فَلَيْسَ أَحَدٌ يُشْرِكُ بِهِ إِلَّا وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ، أَلَا تَرَى كَيْفَ كَانَتِ الْعَرَبُ تُلَبِّي، تَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، إِلَّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ؟ الْمُشْرِكُونَ كَانُوا يَقُولُونَ هَذَا )) ([3]). اهـ
بل إنَّ أشدَّ من ذلك وأشنَع..
وأعجَب وأغرَب..
وأبشع وآلَم..
وأنكَر وأبغَض..
وأدهَى وأَمَرَّ..
وأفجَر وأطغَى..
ما نراهُ ونشاهده ونسمعه من بعض النَّاس، مِن بعض مَن حولنا..
مِن بعض مَن يصلِّي ويصُوم!
ويزكِّي ويحجَّ!
ويقرأ القرآن!
ويسبِّح ويهلِّل!
ويكبِّر ويستغفر!
مِن إشراكهم مع الله غيره في بعض العبادات!
مِن صرفهم بعض العبادات لغير الله تعالى!
لا سيما أكثر عبادةٍ وَرَدَ ذكرها في القرآن الكريم؛ أَلَا وهي عبادة الدُّعاء.
فذاك يدعو رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -!
وآخر يدعو البدوي!
وثالث يدعو الجَيْلاني!
ورابع يدعو العيدروس!
وخامس يدعو الحسين!
وسادس يدعو الرِّفاعي!
وذاك يدعو المِيرغَني!
وذاك يدعو الشَّاذِلي!
وذاك يدعو المُرسِي أبا العبَّاس!
وذاك يدعو الزَّيلعِي!
وذاك يدعو نفيسة!
وذاك يدعو الكاظِم!
وذاك يدعو العبَّاس!
وذاك يدعو ابنَ عَلوان!
وذاك يدعو التِّيجاني!
وذاك يدعو الدِّسُوقي!
وتلك تدعو زينب!
وأخرى تدعو فاطمة الزَّهراء!
وأخرى تدعو رابعة العدوية!
وأخرى تدعو أبا حديد!
وأخرى تدعو سكينة!
وأخرى تدعو البرهاني!
ومنهم من يدعو حسن حسونة!
ومنهم من يدعو الشيخ ابن علي!
ومنهم من يدعو النَّقشبَندي!
ومنهم يدعو ابن عيسى!
ومنهم من يدعو عبد العال!
ومنهم من يدعو الجناتي!
ومنهم من يدعو سهلت!
وهكذا…!
حتَّى إنَّه لا تكاد تخلو بلاد وأهلُ جِهةٍ – إلَّا من رَحِم الله – مِن وجود مَن يعبدونه ويصرفون له العبادة؛ فيدعونه مع الله الذي خَلَقَه وخَلَقَهم وخَلَقَ جميع الخَلْق، وبيده مقاليد كلِّ شيءٍ.
بل إنَّ كثيرًا من هؤلاء الَّذِين تُصرف لهم عبادة الدُّعاء وغيرها من العبادات قد بُنِيَ على قبره وضريحه مسجدًا..
أو غُرفةً فخمة..
أو قُبَّةً جميلة..
وقد زُيِّنَت جُدُر هذا القبر والضَّريح وبناؤه بالرُّخام المزخرف..
والنُّقوش الملوَّنة والسُّتور..
والخطوط والكلمات..
فمن داعٍ له عند قبره!
ومن ذابحٍ له!
ومن طائِفٍ له حول هذا القبر!
ومن ناذرٍ له!
يصرفون له هذه العبادات وكأنَّه ربٌّ لهم لا مربوب!
وخالقٌ لهم لا مخلوق!
ومعبودٌ لا عابد!
يشركون مع الله غيره في عبادته، ويزعمون بعد ذلك أنَّهم مؤمنون مُوحِّدُون!!!
وهم قد وقعوا في الشِّرك الأكبر المخرج عن مِلَّة الإسلام..
والكفر النَّاقض للإيمان..
ودخلوا في الباب المزحزح عن الجنَّة إلى الخلود في النَّار..
وعملوا العمل المحبِط والمفسِد لجميع الطَّاعات والقُرُبات.. وصنوف البرِّ والإحسان..
ومَن مات عليه فالجنَّة مُحرَّمة عليه والنَّار مأواه خالدًا فيها أبدًا.
الوقفة الثَّالثة: عن خَوف العبد على نَفْسه من الوقوع في الشِّرك في عبادته لربِّه.
إذا عَرَف العبدُ الشِّرك بالله وأنَّه يحصل بصرف ولو عبادة واحدة لغير الله – حتَّى ولو كان قد حصل صرفها لمَلَكٍ مُقرَّب.. أو نبيٍّ مُرسل.. أو وَليٍّ صالح..
وعرف خطورته..
وأنَّ الله لا يغفره لمن مات ولم يتبْ منه ويُقلع عنه..
وأنَّه يُخرج فاعله من الإسلام إلى الكُفر..
ويجعله من أهل النَّار الخالدين فيها..
وعَرَف كثرة الواقعِين فيه من النَّاس على مرِّ العصور والأزمان..
ومن مختلف البلدان والأمصار..
وأنَّه قد وقع فيه الصِّغار والكِبار..
والرِّجال والنِّساء..
والعُقلاء والأذكياء..
والمتعلِّمُون الماهرُون بالقراءة والكتابة.. الحاصلون على أعلَى الشَّهادات!
والأمِّيون الجاهلُون بالقراءة والكتابة..
زاده هذا خوفًا من الشِّرك؛ فخاف على نَفْسه أن يقع فيه..
وأن ينتقل بسببه من طهارة التَّوحيد وجماله إلى نجاسة الشِّرك وخُبثه..
وأن يصبح مُشركًا بعد أن كان مُوحِّدًا..
وأن يتبدَّل عبادة ربِّ العباد بعبادة العباد.
وكيف لا يخاف ذلك على نَفْسِه وقد خافه مَن هو أعلَى منه مقامًا في التَّوحيد، وشهد الله له بتحقيقه والأُسوة فيه، والدَّعوة إليه وتحمل الأذيَّة في سبيله، ومُصارمة مخالفِيه وبُغضهم حتَّى ولو كانوا من أهله وقَرَابته، وبرَّأه من الشِّرك، وأنَّه لم يكن من المشركين؛ أَلَا وهو خليل الرَّحمن إبراهيم – عليه السَّلام -؟!
حيث خاف على نَفْسِه وعلى بنِيه من الوقوع في الشِّرك؛ فَدَعَا الله بالسَّلامة منه له ولهم؛ فقال كما في سورة إبراهيم: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }.
فإذا كان مثلُ هذا يخاف على نَفسِه وعلى بنِيه الوقوع في الشِّرك بصَرْف العبادة لغير الله تعالى؛ فغيرُه من بابٍ أولَى لا سيما أمثالنا.
وقد قال يحيى بن يمان – رحمه الله -: « سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: قَدْ كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ أَمْرَضَ وَأَمُوتَ، فَأَمَّا الْيَوْمَ: فَلَيْتَنِي مُتُّ فَجْأَةً؛ لِأَنِّي أَخَافُ أَنْ أَتَحَوَّلَ عَمَّا أَنَا عَلَيْهِ، مَنْ يَأْمَنُ البَلَاء بَعْدَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ يَقُولُ: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } »([4]).
وقال إبراهيم التَّيْمِي – رحمه الله -: « مَن يَأْمَنُ الْبلَاء بعد قَولِ إِبْرَاهِيمَ: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } »([5]).اهـ
ومرادهما بالبلاء: الشِّرك.
وهكذا كلَّما زاد الإنسان علمًا وصلاحًا؛ ازداد خوفُه من الله تعالى، وخوفه من الوقوع فيما حرَّم لا سيما الوقوع في الشِّرك.
وقد قال الإمام البخاريُّ – رحمه الله – في «صحيحه» جازماً([6]): قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ».
وفي قوله تعالى: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } عدَّة فوائد، ومن أظهرها وأجلاها هذه الخمس:
الأُولى: أنَّ أهل التَّوحيد يخافون على أنفسهم من الشِّرك، ولا يأمنون على أنفسهم من الوقوع فيه.
الثَّانية: حرصُ أهل التَّوحيد على دعاء الله تعالى لأنفسهم وبَنِيهم أن يجنِّبهم الله الوقوع في الشِّرك في عبادته.
الثَّالثة: اعتصامُ أهل التَّوحيد بربِّهم، والتِجَاؤهم إليه؛ ليحفظ عليهم توحيدهم، ويثبِّتهم عليه حتَّى يلقَوه.
الرَّابعة: عِظَمُ منزلة التَّوحيد في قلوب أهله؛ حيث يسألون ربَّهم السَّلامة ممَّا ينقضه ويفسده، ويبطله ويُزِيله عنهم؛ وهو الشِّرك بالله في عبادته.
الخَامسة: ظهورُ ضلال أهل التَّصوف والرَّفض ودُعَاتهم؛ حيث أَمِنُوا على أنفسهم من الوقوع في الشِّرك في عبادة الله؛ مع خوف أنبياء الله تعالى منه.
وعجبًا لهؤلاء كيف يأمنون؟!
وقد أخرج الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وابن حبان عن ثوبان- رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالمُشْرِكِينَ، حَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ»([7]).
وهذا الحديث قد صحَّحه: الترمذي، والحاكم، وابن حبان، والذهبي، والألباني وغيرهم.
وأخرج مسلمٌ في «صحيحه»([8]) عن عائشة – رضي الله عنها -، أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: «لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا. قَالَ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ».
وأخرج البخاريُّ ومسلمٌ([9]) عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ، حَوْلَ ذِي الخَلَصَةِ» وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ.اهـ
الوقفة الرَّابعة: عن نِعمة السَّلامة من الشِّرك.
إنَّ أعظم نعم الله على عباده في حياتهم الدُّنيا هي تسليمه لهم من الشِّرك، وجَعْلهم من أهل التَّوحيد الذين لا يصرفون العبادة إلَّا لله ربِّهم سبحانه.
بينما غيرُهم يُشرك به غيره؛ فيعبدون نبيًّا بِصَرف بعض العبادات له، أو مَلَكًا، أو وليًّا، أو جِنِّيــًّا، أو نارًا، أو صنمًا، أو بقرةً، أو شجرةً، أو غيرهم ممَّا خَلَق الله وأوجد!!!
وقد مَنَّ الله تعالى وأنعَم وأكرَم على طائفةٍ كثيرةٍ من النَّاس على مرِّ العصور ومختلف الأقطار..
فعرَّفهم وبصَّرهم بهذا الشِّرك..
وأوضح لهم خَطَره وقُبحه..
وجنَّبهم إيَّاه وصَرَفهم عنه..
وكرَّهَهُ إلى قلوبهم..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذُو الفضل العظيم..
حصل لهم بفضله وتفضُّله عليهم ورحمته بهم؛ وليس عن استحقاقٍ وذَكَاءٍ منهم..
أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يجعلني وإيَّاكم منهم.
وقد أدرك الكريمُ بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف – عليه السَّلام – هذا الأمر غاية الإدراك؛ فردَّ التفضُّل بهذه النِّعمة عليه وعلى آبائه وعلى النَّاس إلى ربِّه سبحانه؛ فقال للسَّجِينَين معه ممتنًّا لربِّه وشاكرًا ومعترفًا له بالفضل: { وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }.
الوقفة الخامسة: عن بعض فضائل اجتناب الشِّرك بالله في عبادته الواردة في النُّصوص الشَّرعية.
إنَّ فضائل وبركات وخيرات اجتناب الشِّرك بالله في عبادته لكثيرةٌ جدًّا، وإنَّ السعيد لَمَن عرفها؛ فحمد الله – سبحانه وتعالى – عليها، وسعَى في أن يكون من أهلها.
فمِن هذه الفضائل:
أنَّ مَن مات وهو لا يشرك مع الله أحدًا في عبادته فهو من أهل الجنَّة التي فيها ما لاعينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بَشَرٍ من الخير..
يتنعَّم فيها خالدًا أبدًا حتَّى ولو زلَّ فوقعت منه ذنوبٌ كبار..
وسيِّئاتٌ عِظام..
وآثامٌ شداد..
فقد صحَّ عن أبي ذرٍّ – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: «ذَلِكَ جِبْرِيلُ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الحَرَّةِ، قَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ»، قُلْتُ: «يَا جِبْرِيلُ! وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟» قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: قُلْتُ: «وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟»، قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الخَمْرَ» وقد أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ([10]).
وصحَّ عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أنَّه قال: «كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى حِمَارٍ، يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ – عَزَّ وَجَلَّ – أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ، قَالَ: «لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا»» وقد أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ([11]).
ومن هذه الفضائل:
أنَّ مَن مات وهو لا يشرك مع الله أحدًا في عبادته ترجى له المغفرة العظيمة وإن كثرت خطاياه..
وتزايدت آثامه..
وتعدَّدت معاصيه..
فقد صحَّ عن النَّبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه – قال: «يَقُولُ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ -: وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً» وقد أخرجه مسلمٌ([12]) من حديث أبي ذرٍّ – رضي الله عنه -.
وثبت عن أنس بن مالكٍ – رضي الله عنه – أنَّه سمع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ! إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»([13]).
ومن هذه الفضائل:
أنَّ مَن مات وهو لا يشرك مع الله أحدًا في عبادته فقد حقَّق الشَّرط الذي تُنال به شفاعة النَّبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يوم القيامة؛ حيث لا ينالها إلَّا مَن لم يشرك مع الله أحدًا في عبادته.
فقد صحَّ عن النَّبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه – قال: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا» وقد أخرجه مسلمٌ([14]) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
ومن هذه الفضائل:
أنَّ الله يقبل شفاعة ودعاء المُصلِّين الأربعين على الميت المسلم إذا كانوا ممَّن لا يشرك بالله في عبادته.
فاحرصوا – سدَّدكم الله – على أن يصلِّي على موتاكم مَن لا يشرك بالله شيئًا في عبادته إن كنتم تريدون لهم المغفرة.
فقد صحَّ عن كُرَيبٍ مولى ابن عباس – رحمه الله -، عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه-: «أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ – أَوْ بِعُسْفَانَ – فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ»» وقد أخرجه مسلمٌ في «صحيحه»([15]).
ومن هذه الفضائل:
عِظَمُ أثر تَرْك الشِّرك في جلب الخَير ودفع السُّوء عن العبد وأهله.
فقد صحَّ عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أنَّه قال: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ! مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْءٌ يَرْجُونَ أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا أَوْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ بِهِ سُوءًا إِلَّا أَنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» وقد أخرجه ابن أبي شيبة في «مُصنَّفه»([16])، وأبو داود في «كتاب الزُّهد»([17]) بإسنادٍ صحيح.
هذا؛ وأسأل الله – جلَّ وعلَا – أن يَمُنَّ عليَّ وعليكم فنكون من الَّذِين لا يشركون به شيئًا حتَّى نلقاه..
اللهم جنبنا الشِّرك قليله وكثيره.. صغيره وكبيره..
اللهم باعِد بيننا وبين الشِّرك يا ذا الجلال والإكرام..
اللهم وفِّق جميع وُلَاة أمور المسلمين للقضاء على الشِّرك.. والبدع والمعاصي..
إنَّك سميع الدُّعاء.
وسبحان ربِّك ربِّ العزَّة عمَّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
محاضرة ألقاها:
عَبْدِ القَادِرِ بْنِ مُحمَّدٍ الجُنَيد – سَدَّدَهُ الله –.
وفرغتها من التسجيل وخرجت أحاديثها طالبة علم – شكر الله لها -.
([1])[ رواه أحمد (18436) وأبو داود (1479) والترمذي (3247) وابن ماجه (3828) ].
([2]) رقم (7).
([3]) تفسير الطبري (13/376).
([4]) «التمهيد» لابن عبد البر (18/149).
([5]) «الدُّرُّ المنثور» للسيوطي(5/46).
([6]) أخرجه البخاري معلقاً وجازماً في الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وقبل حديث رقم (48).
([7]) أحمد (22395)، وأبو داود (4252)، والترمذي (2219)، وابن ماجه (3952)، والحاكم (8390)، وابن حبان (7238).
([8]) برقم (2907).
([9]) أخرجه البخاري (7116)، ومسلمٌ (2906).
([10]) أخرجه البخاري (6443)، ومسلمٌ (94).
([11]) أخرجه البخاري (2856) ، ومسلمٌ (30).
([12]) برقم (2687).
([13]) الترمذي (3540) والضياء في “المختارة” (1571).
([14]) أخرجه مسلمٌ (198) و(199).
([15]) برقم (948) .
([16]) (7/104 – رقم:34533).
([17]) برقم (141).