إغلاق
موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي > الخطب المكتوبة > خطبة مكتوبة بعنوان: ” خطبة العيد الأول للمسلمين الأول عيد الفطر “. ملف [ pdf – word ] مع نسخة الموقع.

خطبة مكتوبة بعنوان: ” خطبة العيد الأول للمسلمين الأول عيد الفطر “. ملف [ pdf – word ] مع نسخة الموقع.

  • 3 يوليو 2016
  • 178٬721
  • إدارة الموقع

خطبة العيد الأوَّل للمسلمين عيد الفطر

الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــ

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر.

الحمدُ للهِ الرحيمِ الرحمنِ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المَمدوحُ في القرآنِ، اللهمَّ فصَلِّ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأبرار.

أمَّا بعدُ، فيَا عِبادَ الله:

اتقوا اللهَ حقَّ التقوى، واجعلوا تقواهُ نَصْبَ أعيُنِكم في السِّر والعلَن، فقد قالَ اللهُ سبحانَه آمِرًا لكُم:{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }، واعلموا أنَّ تقواهُ إنَّما تكونُ بالمسارعةِ إلى مغفرتِه ورضوانِه، بفعلِ الحسناتِ، وترْكِ الخطيئاتِ، قبلَ انتهاءِ الأجلِ، وحُلولِ الحسابِ والجزاءِ،{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا }.

عِبادَ الله:

احذرُوا الوقوعَ في الشِّركِ باللهِ، فإنَّهُ أعظمُ ذَنْبٍ، وهوَ ناقضٌ للإسلامِ ومُبطِلٌ لهُ، ولا يُغفَرُ لِمَن ماتَ ولم يتُب مِنهُ، ويُحبِطُ جميعَ طاعاتِ صاحبِهِ، ومُحرَّمٌ على فاعلِهِ أنْ يَدخلَ الجنَّة، وهوَ مِن الخالدينَ في النَّار، ألَا وإنَّ مِن الشِّركِ بالله: صَرفَ عبادةِ الدُّعاءِ لِغيرِ اللهِ، حيثُ يَصرِفُها بعضُ الناسِ لِعبادٍ مِثلِهم، فتَسمَعَهُم يَدعونَهم قائلينَ: «فرِّج عنَّا يا رسولَ الله، مَدَد يا بَدَوي، أغثنا يا جَيلَاني، شيئًا للهِ يا رِفاعِي»، وقد قالَ اللهُ زاجِرًا لنَا عن دعاءِ غيرِهِ معَهُ: { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }، وصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ )).

عبادَ الله:

ابتعِدوا عن الحَلِفِ بغيرِ اللهِ، فقد صحَّ أنَّ ابنَ عمرَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ: (( سَمِعَ رَجُلاً يَحْلِفُ: “لاَ، وَالْكَعْبَةِ”، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )).

عبادَ الله:

اللهَ اللهَ في الصلاةِ المكتوبةِ، فإنَّها الفاصِلةُ بينَ إيمانِ العبدِ وكُفرِه، لِمَا صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ))، وصحَّ أنَّ عمرَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( أَمَا إِنَّهُ لَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِأَحَدٍ تَرَكَ الصَّلَاةَ ))، وثبتَ عن ابنِ مسعودٍ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلَا دِينَ لَهُ )).

عبادَ الله:

إيَّاكُم وإحداثَ البدعِ في الدِّين، أو فِعلَها، أو دعوةَ الناسِ إليها، أو نشرَها بينَهم، فإنَّ البدعةَ مِن أغلظِ المُحرَّماتِ، وأكثرِها خطَرًا، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ في خُطبِهِ: (( وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ))، وصحَّ أنَّ ابنَ عمرَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ قالَ: (( كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً )).

عبادَ الله:

احذَرُوا التَّفرُّقَ في الدِّين إلى أحزابٍ وجماعاتٍ وطُرقٍ صوفيةٍ، فذلِكَ مِن غِلاظِ المُحرَّماتِ، وأشدِّها ضررًا على الدِّينِ والدُّنيا والعِبادِ والبلادِ، وقد جاء في شأنِهِ وعيدٌ شديد بالنَّارِ، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الْجَمَاعَةُ» )).

عبادَ الله:

احذَرُوا أربابَ العلمانيةِ واللبراليةِ واللادِينيةِ وأهلَ التغريبِ والإلحادِ، ودُعاةَ الشُّذوذِ الجِنسِيِّ والفُجورِ والإفسادِ، فهُم يَسعونَ جاهدينَ لِسلخِكُم عن دِينِكُم الإسلام، وإبعادِكُم عن الارتباطِ بأُمَّتِكُم وبلدانِكُم، وجعلِكُم أتباعًا أذلَّاءَ مِثلَهُم لِسادتِهم مِن رجالات ومُفكِّري الغربِ والشَّرق، وأداةً لأفكارِهِم وعاداتِهِم ومُخطَّاطاتِهم، حتى تُصبِحوا أعداءً لِدينِكُم، وحرْبًا على أصولِهِ وتشريعاتِهِ، وعونًا لهُم على أوطانِكُم وعاداتِ مُجتمعِكُم القويمةِ، ولأجْلِ أنْ تَحُلُّوا أخلاقَ مُجتمَعِكُم، وتُفكِّكوا ترابُطَ أُسَرِهِ، وتَملؤوهُ بالعُهرِ والفُجورِ، والشهوانيةِ الجِنسيةِ البهيميةِ المُحرَّمةِ القبيحةِ شرعًا، وعقلًا، وطبعًا.

عبادَ الله:

إنَّ مصالحَ العبادِ في دِينِهم ودُنياهُم، لا تستقيمُ إلا بحاكمٍ عليهم، ولِعظمِ شأنِ الحاكمِ بادرَ الصحابةُ إلى تنصيبِ خليفةٍ عليهم قبلَ الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ودَفنِهِ، فاجتمعوا في السَقيفةِ وبايَعوا أبا بكرٍ الصِّديقَ ــ رضيَ اللهُ عنهُ ــ خليفةً عليهِم، ولو لم يَكنْ على الناسِ حُكَّامٌ لسَفكَ بعضُهم دماءَ بعضٍ، ولأكلوا أموالَ بعضٍ، ولهُتِكَتِ الأعراضُ، ولم يأمَنْ على نفسِهِ وأهلِهِ ومالِهِ حاضِرٌ ولا مسافرٌ ولا بَادٍ، ولَخافَ الناسُ حتى في المساجدِ، ولَتَسَلَّطَ أهلُ الإجرامِ والفسادِ والإرهابِ، ولنَحَرَ واضطَهدَ الأقوياءُ الضُّعفاءَ، ولتَمكَّنتِ القبائلُ والعِرقياتُ والقومياتُ الأكثرُ عددًا ومالًا مِن إذلالِ مَن هُم أقلُ رجالًا وعتادًا ومالًا، ولَتقاتَلَ أهلُ البلدِ الواحدِ على ثرَواتِها، فاتقوا اللهَ في حُكَّامِكُم، واسمعوا وأطيعوا لهُم في غيرِ معصيةِ اللهِ، وأكثِروا الدُّعاءَ لهُم بالتسديدِ، وإنْ نصحتموهُم فسِرًّا، وكونوا عونًا لهُم على الخير لا عونًا عليهم، فهوَ أفضلُ لِبلادِكُم وأمنِكُم وأنفُسِكُم وأموالِكُم وأهلِيكُم.

عِبادَ الله:

تجنَّبُوا مُشاهدةَ المُحرَّماتِ في االفضائياتِ أو اليوتيوب أو الفِيسبوك أو تُويتر أو مواقعِ الإنترنت أو المسارحِ والسِّينما أو الطُّرقات، وحاذِرُوا الغِشَ والخِداعَ والتدليسَ والتغريرَ في البيع والشراءِ والأعمالِ الحِرَفيةِ والمِهنيَةِ والعقودِ والمُناقصاتِ والمُضارباتِ التجاريةِ والشرَاكاتِ، وابتعِدُوا عن التشبُّهِ بالكفارِ في أفعالِهم وأقوالِهم وعاداتِهم وألبستِهم وقصِّ شَعرهِم، وإيَّاكُم والكذبَ والغِيبةَ والنميمةَ والسُّخريةَ والاستهزاءَ والظُّلمَ والعُدوانَ والبَغْيَ والفجورَ والغِلَّ والحِقدَ والحسَد، ولا تُؤذوا الناسَ في أبدانِهِم ولا أموالِهِم ولا أعراضِهِم ولا في بيوتِهِم ولا طُرقاتِهِم ولا مراكبِهِم، واعلَموا أنَّ الذُّنوبَ مِن شركياتٍ وبدعٍ ومعاصٍ: شرٌّ وضررٌ مُحققٌ عليكُم في دُنياكُم وقبورِكُم وآخِرَتِكُم، وإنَّها لتؤثِّرُ في أمْنِ البلاد ورخائِها واقتصادِها وقلوبِ أهلِها ووِحْدَتِهِم وائتِلافِهِم، وإنَّ ما يُصيبُ الناسَ مِن المصائبِ العامةِ أو الخاصةِ الفرديةِ أو الجماعية فإنَّهُ بما كسبَتْ أيدِيهِم، هُم سبَبُهُ، وهُم أهلُه، هُم سبَبُهُ حيثُ فعَلوا ما يُوجبُه، مِن شركياتٍ وبدعٍ ومعاصٍ، وهُم أهلُهُ حيثُ كانوا مُستحقينَ لَهُ، لِقولِ اللهِ سبحانَهُ: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }.

عِبادَ الله:

كونوا مِن أهلِ الصلاحِ والمُصلحينَ ولا تكونوا مِن أهلِ الفسادِ ولا المُفسِدينَ، فإنَّ الإصلاحَ أمانٌ مِن نُزولِ العُقوباتِ بالعِبادِ والبلادِ، لِقولِ اللهِ سُبحانَهُ: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }، ولا يَكفِي لِذلكَ صلاحُ النفسِ وحدَهُ، لِمَا صحَّ أنَّهُ قِيلَ: (( يَا رَسُولَ اللهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ» ))، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المُنكرِ بعِلمٍ ورِفقٍ وحِلمٍ وصبْرٍ في بابِ التوحيدِ والشِّركِ والاعتقادِ والسُّنَّةِ والبِدعَةِ والمعصيَةِ والشهواتِ والأخلاقِ والمُعاملاتِ رأسُ الإصلاح.

عِبادَ الله:

أحسِنوا القولَ والفِعلَ إلى الضُّعفاءِ مِن المسلمينَ، وارحَمُوهُم وأعِينُوهُم أينَ وُجِدُوا، فإنَّهُم مِن أعظمِ أسبابِ الخيرِ لأنفُسِكُم وأهلِيكُم ومُجتمعاتِكُم وبلادِكُم، لِما صحَّ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ: (( ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ )).

عِبادَ الله:

لقد تَرَحَّلت عنَّا أيُّامُ رمضانَ وليالِيه، بعدَ أنْ سَعِدنا فيها بالصيامِ، وتمتَّعنا بالقيامِ، وانشرحَت صُدورُنا بِذكرِ اللهِ ودعائِه واستغفارِه وتلاوةِ القرآنِ، ثم جاءَ العيدُ بزُهُّوِهِ وبَهجَتِهِ وأُنْسِهِ وفرْحتِهِ، فهوَ تُحفةٌ للصائمينَ، ومَكرُمَةٌ للمُتعبِّدينَ، وسُرورٌ للمُحسِنينَ، وقد قالُ اللهُ مُمتنًّا بِهِ علينا:{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.

عِبادَ الله:

إنَّ العيدَ لَمِن أجملِ ما امتنَّ اللهُ على عبادِهِ، فاحرِصوا فيهِ على صفاءِ النفوسِ وتَصفيتِها مِن الضَّغائنِ والشَّحناءِ، حتى يَغفرَ لكُم ربُّكم، وكونوا فيه مِن أهلِ العفوِ والصَّفحِ والتجاوزِ، وتغافَلوا عن الزَّلاتِ والهَفواتِ، وأظهِروا الأُلْفَةَ والتآلفَ، واجتنِبوا الفُرْقةَ وأسبابَها، وابتعِدوا عن الخصوماتِ، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ))، نفعنِي اللهُ وإيَّاكُم بما سمعتُم، والحمدُ لله البَرِّ الرَّحيم.

الخطبة الثانية: ـــــــــــــــــــــــــ

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر.

الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عبادِه الذينَ اصطَفى.

أمَّا بعدُ فيَا عِبَادَ الله:

اشكُروا اللهَ على ما أنعمَ بِه عليكُم مِن إتمامِ الصيامِ والقيامِ، واسألُوهُ أنْ يَتقبَّلَ مِنكُم، ويَتجاوزَ عن تقصيرِكُم، فإنَّه جوادٌ كريمٌ، عَفوٌّ غفورٌ رحيمٌ، واعلموا أنَّه قد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ))، فلا تتكاسَلوا عن صيامِ هذهِ السِّت.

واعلموا: إنَّ التهنئةَ بالعيدِ قد جَرَى عليها عملُ السَّلفِ الصالحِ مِن الصحابةِ فمَن بعدَهُم، وقد قالَ الإمامُ الآجُرِّيُّ إنَّها: “فِعلُ الصحابةِ، وقولُ العلماء”، وثبتَ: (( أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانوا إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ )).

واعلموا أيضًا: أنَّ السُّنَّةَ لِمَن خرجَ إلى مُصلَّى العيدِ مِن طريقٍ أنْ يَرجعَ إلى بيتَهِ أو غيرِهِ مِن طريقٍ آخَرٍ، لِمَا صحَّ أنَّ: (( النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )).

اللهمَّ: أعنَّا على الاستمرارِ والإكثارِ مِن طاعتكَ إلى حينِ الوفاةِ، اللهمَّ اغفرْ لنَا ولِجميعِ أهلِينا، اللهمَّ احقِنْ دماءَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وارفعِ الضُّرَ عنْهُم والكُروبَ، وأعذْنا وإياهُم مِن الفتنِ ما ظهرَ مِنها وما بطَنَ، اللهمَّ وفِّقْ حُكَّامَ المسلمينَ لِمَرَاضِيكَ، وأزِلْ بِهمُ الشِّركَ والبدعَ والآثامَ والظلمَ والعُدوانَ والبَغيَ والفجورَ والفسادَ والإفسادَ، اللهمَّ اجعلنا مِمَّن صامَ رمضانَ وقامَهُ وقامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا فغَفرْتَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه، اللهمَّ إنَّا نسألُكَ عِيشةً سَوِيِّةً، ومِيتتَةً نَقِيَّةً، ومرَدًّا إليكَ غيَ مُخْزٍ، إنَّكَ سميعُ الدُّعاءِ، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.